Duroos Sheikh Omar Al-Ashqar
دروس الشيخ عمر الأشقر
Genres
المزلق الأول: التعصب الأعمى للجماعات
فمن هذه الأخطاء أو هذه المزالق والعثرات التي في التغيير سواء كان في الفرد أو في الأسرة أو في الجماعة أو في الحكم والتطور، كل ذلك بنوع من الشمول.
هناك خطأ في بداية التغيير يقع فيه بعض الذين ينصبون أنفسهم دعاة إلى الله ﷾، فإنهم لا يحسنون نقطة البداية، فيكون بناء نفس المدعو بناء خاطئًا، فعندما ندعو جماعة أو فردًا في جماعة إلى الإسلام، ينبغي أن ندعوهم من منطلق إسلامي يربط الفرد بخالقه ﷾.
فالإنسان عبد لله ﷾ ينبغي له أن يسير إلى الله ﷿، وأن يخضع حياته ونفسه له ﷾ وفق منهج وضعه الله ﷾.
فالله الذي خلقه وأوجده وهو الذي أعطاه هذه النعم، هذه هي البداية التي تربطه بالله ﷾، فلا يعبد فردًا أو جماعة من البشر، وإن وصل إلى درجة أن يرتبط فيها بجماعة ما عند ذلك يكون قد عمل عملًا طيبًا، وإن لم يرتبط بجماعة أو لم يوفق بها، فسيبقى عبدًا لله ﷾، ولن يخرج عن دائرة الإسلام.
إن البداية التي تبدؤها بعض الجماعات بقولها: واقع الأمة واقع سيئ حقًا، والواقع السيئ يحتاج إلى تغيير، والتغيير لابد له من جماعة، والجماعة التي تستطيع التغيير هي الجماعة الفلانية، إذًا لابد أن تكون فردًا في هذه الجماعة، فهم من البداية يعبَّدون للجماعة.
فالبداية لا تكون بهذا الشكل، ولا بارتباط الإنسان بشيء آخر إلا بدعوة الرسل كلهم قال تعالى: ﴿اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾ [الأعراف:٥٩].
وبعض الناس قد يستسهل هذا الأمر، ولكنه في حقيقته فيه نوع من الخطورة، فالذين ينتمون إلى تجمعات لا يحسنون نقطة البداية، يتناسون عند الصدمات وعند المصائب، ولا تفقدهم تجمعاتهم بل يفقدهم الإسلام.
3 / 4