Durūs liʾl-Shaykh ʿAbd Allāh al-Jalālī
دروس للشيخ عبد الله الجلالي
Genres
إخبار الله بمضاعفة الثواب أو العقاب لزوجات رسول الله ﷺ
ثم يقول الله ﷿ بعد ذلك: ﴿يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ﴾ [الأحزاب:٣٠].
لو أن واحدة -وحاشا لفراش رسول الله ﷺ أن يكون فيه فاحشة- فعلت الفاحشة وهي في فراش رسول الله صلى الله ﷺ -يعني: زوجة له- فإنها تأخذ العذاب ضعفين، حتى قال بعض المفسرين: (ضعفين) أي يضاعف لها عدة مرات؛ لأن الضعف يساوي مرتين.
فالعقوبة في خيانة بيت النبوة عظيمة جدًا، وكذلك بيوت الرجال الصالحين الأتقياء، وليس معنى ذلك أن خيانة البيوت الساقطة أمر مباح، لكن خيانة البيوت النظيفة الطاهرة الطيبة أمر أخطر وأشد عند الله ﷿، وهذا دليل على تكريم المرأة أيضًا؛ لأن المرأة حينما تفسد بيتًا صالحًا يزيد إثمها، وتزيد عقوبتها، وحينما تصلح في بيت صالح تؤتى أجرها مرتين، كما قال الله ﷿: ﴿وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ﴾ [الأحزاب:٣١].
إذًا: احترام فراش الزوج أمر مطلوب من كل امرأة، وإذا كان الفراش أطهر وأنقى فإن المرأة تطالب باحترام هذا الفراش أكثر من أي فراش آخر، فإذا خانت الأمانة في بيت رجل صالح كان جرمها أكبر وأشد، وإذا أدت الأمانة وحفظت نفسها في بيت رجل صالح أو في بيت رسول الله ﷺ، فإنها تؤتى أجرها مرتين.
يقول الله تعالى: ﴿وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا﴾ [الأحزاب:٣١]، والرزق الكريم هنا هو الجنة، وهذا دليل أيضًا على أن المرأة يجب أن تخشى الله ﷿، وألا توطئ فراش زوجها من يكرهه بأي حال من الأحوال، أي: تدخله بيته.
10 / 8