أُمَّ١ عُبَيْس، وزنيرة٢، والنهدية وابنتها٣، وَجَارِيَة لبني عدي بْن كَعْب كَانَ عمر بْن الْخطاب ﵁ يعذبها على الْإِسْلَام قبل أَن يسلم. وروى أَن أَبَا قُحَافَة قَالَ لِابْنِهِ أبي بكر: يَا بني أَرَاك تعْتق قوما ضعفاء، فَلَو أعتقت قوما جلداء يمنعونك. فَقَالَ: يَا أَبَت إِنِّي أُرِيد مَا أُرِيد، فَقيل إِن فِيهِ نزلت: ﴿وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى، الَّذِي يُؤْتِي مَاله يتزكى ...﴾ إِلَى آخر السُّورَة٤.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا يحيى بْن خلف: قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِم، عَن عِيسَى، عَن ابْن أبي نجيح، عَن مُجَاهِد: ﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى عَبْدًا إِذَا صَلَّى﴾ قَالَ: أَبُو جهل ينْهَى مُحَمَّدًا ﷺ. ﴿فَلْيَدْعُ نَادِيه﴾: أهل مَجْلِسه. ﴿سَنَدع الزَّبَانِيَة﴾ ٥ قَالَ: الْمَلائِكَةَ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حِبَّانَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ٦:
صَلَّى النَّبِيُّ ﷺ، فَجَاءَ أَبُو جَهْلٍ، فَقَالَ: أَلَمْ أَنْهَكَ عَنْ هَذَا؟ فَانْصَرَفَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ ﷺ، فَزَجَرَهُ٧، فَقَالَ: يُهَدِّدُنِي مُحَمَّدٌ وَقَدْ عَلِمَ أَنَّ مَا بِهَا٨ رَجُلٌ أَكْثَرُ نَادِيًا مِنِّي، فَأَنْزَلَ اللَّهُ ﷿: ﴿فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ، سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ﴾ .
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَاللَّهِ لَوْ دَعَا نَادِيَهُ لأَخَذَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَالْعَذَابُ.
_________
١ هَكَذَا فِي المحبر وَابْن هِشَام ١/ ٣٤٠ وَابْن حزم ص٥٥، وَفِي الأَصْل ور: أم عُثْمَان، وَهُوَ تَصْحِيف. وَكَانَت لبني تيم بن مرّة.
٢ هَكَذَا فِي ابْن هِشَام والمحبر وَالرَّوْض الْأنف ١/ ٢٠٣ وَفِي الأَصْل ور: ربيدة وَهُوَ تَصْحِيف، وأصلحت فِي الْهَامِش: زهرَة. وَهُوَ أَيْضا تَصْحِيف وَكَانَت جَارِيَة رُومِية لبني عبد الدَّار، وَكَانُوا يعذبونها عذَابا شَدِيدا. والزنيرة: وَاحِدَة الزنانير، وَهِي الْحَصَا الصغار.
٣ كَانَتَا جاريتين لامْرَأَة من بني عبد الدَّار.
٤ زِيَادَة من ابْن سيد النَّاس.
٥ الزَّبَانِيَة: جمع زبنية بِكَسْر الزَّاي وَسُكُون الْبَاء وَكسر النُّون، وَهُوَ الشرطي. واستعارة الزَّبَانِيَة لملائكة الْعَذَاب وَاضِحَة فِي الدّلَالَة على أصل مَعْنَاهَا.
٦ انْظُر هَذَا الحَدِيث فِي ابْن سيد النَّاس ١/ ١٠٧.
٧ فِي ابْن سيد النَّاس: فزبره. وَمعنى الْكَلِمَتَيْنِ وَاحِد.
٨ مَا بهَا: مَا بِمَكَّة.
1 / 46