قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: إِنَّ بِمَكَّةَ لَحَجَرًا يُسَلِّمُ عَلَيَّ لَيَالِيَ بُعِثْتُ، إِنِّي لأَعْرِفُهُ الآنَ، وسنفرد لأعلام نبوته١ كتابا إِن شَاءَ اللَّه.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرِ بْنِ دَاسَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ الْخَثْعَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: [قَالَ٢]: حَدثنَا ابْن جريج قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ٣:
لَمَّا بُنِيَتِ الْكَعْبَةُ ذَهَبَ/ عَبَّاسٌ٤ وَالنَّبِيُّ ﷺ يَنْقُلانِ الْحِجَارَةَ، فَقَالَ عَبَّاسٌ لِلنَّبِيِّ ﷺ: اجْعَلْ إِزَارَكَ عَلَى رَقَبَتِكَ [يَقِيكَ] ٥ مِنَ الْحِجَارَةِ، فَفَعَلَ، فَخَرَّ إِلَى الأَرْضِ وَطَمَحَتْ٦ عَيْنَاهُ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ قَامَ وَقَالَ: "إِزَارِي إِزَارِي"، فَشَدَّهُ عَلَيْهِ٧.
وَفِي حَدِيثِ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي هَذَا الْخَبَرِ، قَالَ:
خَرَّ مُحَمَّدٌ، فَانْبَطَحَ. قَالَ الْعَبَّاسُ: فَجِئْتُ أَسْعَى إِلَيْهِ، وَأَلْقَيْتُ عَنِّي حَجَرِي. قَالَ: وَهُوَ يَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ، قُلْتُ: مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: فَقَامَ وَأَخَذَ إِزَارَهُ، وَقَالَ: "نُهِيتُ أَنْ أَمْشِيَ عُرْيَانًا". قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ أَبِي: فَإِنِّي أَكْتُمُهَا النَّاسَ مَخَافَةَ أَنْ يَقُولُوا مَجْنُونٌ.
وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ فِي قَوْلِهِ ﷿: ﴿إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بعده﴾ قَالَ:
_________
١ فِي ر: لأعلام نبوته ومعجزات مَا جَاءَ بِهِ.
٢ زِيَادَة من ر.
٣ انْظُر فِي هَذَا الحَدِيث صَحِيح البُخَارِيّ ٥/ ٤١.
٤ فِي ر: الْعَبَّاس.
٥ زِيَادَة من صَحِيح البُخَارِيّ.
٦ هَكَذَا فِي ر، وصحيح البُخَارِيّ، وَفِي الأَصْل هَكَذَا: هحل، وَهُوَ تَصْحِيف. وطمحت عَيناهُ إِلَى السَّمَاء: ارتفعتا.
٧ نسب ابْن إِسْحَاق هَذَا الْحَادِث إِلَى الرَّسُول فِي صغره وَهُوَ غُلَام. انْظُر السِّيرَة النَّبَوِيَّة لِابْنِ هِشَام "طبعه الْحلَبِي" ١/ ١٩٤. وَقَالَ السُّهيْلي فِي الرَّوْض ١/ ١٢٠: هَذِه الْقِصَّة إِنَّمَا وَردت فِي الحَدِيث الصَّحِيح فِي بُنيان الْكَعْبَة. وَيدل سِيَاق الحَدِيث وطرق أُخْرَى لَهُ أَنهم كَانُوا يضعون أزرهم على عواتقهم ويحملون عَلَيْهَا الْحِجَارَة وَكَانَ الرَّسُول يحملهَا وَإِزَاره مشدود عَلَيْهِ. فَقَالَ لَهُ عَمه الْعَبَّاس: لَو جعلت إزارك على عاتقك خفت عَلَيْك المئونة، فَفعل، فَسقط إِلَى الأَرْض، فَعَاد إِلَى شدّ إزَاره، وَفِي بعض الرِّوَايَات أَنه نُودي من السَّمَاء: أَن اشْدُد عَلَيْك إزارك يَا مُحَمَّد.
1 / 30