100

Durar Saniyya

الدرر السنية في الأجوبة النجدية

Investigator

عبد الرحمن بن محمد بن قاسم

Edition Number

السادسة، 1417هـ/1996م

Genres

Fatwas

إلخ، والإيمان هو التصديق الجازم بما أتى به الرسول، فليس كذلك، وأبو طالب عمه جازم بصدقه، والذين يعرفونه كما يعرفون أبناءهم; والذين يقولون: الإيمان هو: التصديق الجازم، هم: الجهمية، وقد اشتد نكير السلف عليهم، في هذه المسألة.

الثالثة: قولك: إذا قيل للعامي ونحوه: ما الدليل على أن الله تبارك وتعالى ربك؟ ثم ذكرت ما الدليل على اختصاص العبادة بالله، وذكرت الدليل على توحيد الألوهية. فاعلم أن الربوبية، والألوهية يجتمعان، ويفترقان، كما في قوله: {أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس} [سورة آية: 1-3] . وكما يقال رب العالمين، وإله المرسلين، وعند الإفراد يجتمعان، كما في قول القائل: من ربك؟

مثاله: الفقير والمسكين، نوعان في قوله: {إنما الصدقات للفقراء والمساكين} [سورة التوبة آية: 60] . ونوع واحد في قوله: " افترض عليهم صدقة، تؤخذ من أغنيائهم، فترد إلى فقرائهم " 1. إذا ثبت هذا، فقول الملكين للرجل في القبر: من ربك؟ معناه من إلهك، لأن الربوبية التي أقر بها المشركون، ما يمتحن أحد بها، وكذلك قوله: {الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله} [سورة الحج آية: 40] ، وقوله: {قل أغير الله أبغي ربا} [سورة الأنعام آية: 164] ، وقوله: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا} [سورة فصلت آية: 30 والأحقاف: 13] .

Page 106