Durar al-ʿuqūd al-farīda fī tarājim al-aʿyān al-mufīda
درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة
Genres
============================================================
فقال: همة الصاحب آكير من هذا، فمضيت بخمس مثة دينار.
214- أحمد بن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن عبدالرحيم ابن يوسف بن شمير بن حازم، الشيخ أبو هاشم ابن البرهان، العبد الصالح الداعي إلى الله (1).
ولد فيما بين القاهرة ومضر في شهر ربيع الأول سنة أربع وخمسين وسبع مثة، وكان أبوه من أعيان العذول، فصحب أحمد سعيذا الشخولي فأماله إلى العمل بالحديث على طريقة الفقيه أبي محمد علي بن حزم في فروع الشريعة، وإلى أصول شيخ الإسلام تقي الدين أبي العباس أحمد ابن تيمية، فمال إلى ذلك وبرع فيه، وناظر من جادله على ما يغتقده، فنبز بمذهب الظاهر، وصار يغرف بالظاهري.
ثم رحل فطاف بلاد الشام، وديار بكر، والعراق من سنة خمسي وثمانين، ودعا الناس إلى الله تعالى، وحثهم على العمل بكتاب الله وسنة نيه، وطاعة قريش، ومحاربة ملوك العصر، فاستجاب له بشر كثير من خراسان إلى الشام، وتابعه من العرب والتركمان وأهل العلم خلائق.
ثم رجع إلى دمشق وقد شاع ذكره فأقام بها إلى أن كان ليلة السابع عشر من شعبان سنة ثمان وثمانين قبض عليه الأمير شهاب الدين أحمد ابن الحمصي نائب قلعة دمشق، بجناية بعض أتباعه عليه؛ وذلك أنه دخل يوما إلى القلعة فرأى بعض أمراء العشرات مسجونا بالجامع، فأخذ يفاوضه في الدعوة، وألقى إليه ما عنده من ذلك، وكان هناك معهما ثالك قد سجن أيضا فوشى بالحبر إلى ابن الحمصي ليتخذ عنده يدا يخلص بها من السجن، فأمر بأن يأتيه به إذا عاد، فأغر ذلك البائس وعاد اليهما وشرع فيما هو بصدده، فقالا له: فمن معكم على هذا الأمر؟
(1) ترجمته في: السلوك 23/1/4، والدر المنتخب، الترجمة 203، وإنباء الغمر 316/5، وذيل الدرر، الترجمة 252، والدليل الشافي 74/1، ووجيز الكلام 3851، والضوء اللامع 96/2، وشذرات الذهب 73/7، والبدر الطالع .99/1
Page 297