Durar al-ʿuqud al-faridat fi taragim al-aʿyan al-mufidat
درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة
Genres
============================================================
فمات في رجوعه بالجزيرة آخر المحرم سنة خمس وثمانين وست مثة، فبويع ابنه آبو يعقوب يوشف بن يعقوب، وركب البحر غازيا في سنة تسعين وست مثة، وعاد ظافرا غانما، وجهز ركب الحاج، وكان قد انقطع عدة سنين من بلاد المغرب. ثم مات في يوم الأربعاء سابع ذي القعدة سنة ست وسبع مثة.
فأقيم بعده أبو ثابت عامر ابن الأمير أبي عامر ابن السلطان أبي يعقوب يوسف بن يعقوب بن عبدالحق. ومات في ثامن صفر سنة ثمان وسبع مثة.
فقام بعده أبو الربيع بن أبي عامر ابن السلطان أبي يعقوب يوسف.
وفي أيامه تنافس الناس في البناء، وتفتنوا في الملابس، وركبوا الفاره، وأكلوا الطيبات، واقتنوا الحلي، وأظهروا الزينة، وانهمكوا في الترف حتى مات في آخر جمادى الآخرة سنة عشر وسبع مثة.
فبويع آبو سعيد عثمان بن يعقوب بن عبدالحق، فخرج عليه ابنه الأمير أبو علي غمر ولي عهده وحاربه، فانهزم منه جريحا، وملك فاس، فاغتك عن قريب، وتسلل الناس عنه إلى أبيه وهو بتازى فسار بهم وأخذ فاس، وخرج أبو علي في سنة خمس عشرة إلى سجلماسة، فقام الأمير أبو الحسن ابن السلطان بأمر آبيه وخرج إلى آخيه وقد انتقض على أبيه في سنة عشرين، ثم عاد فسار السلطان في سنة ثنتين وعشرين وقد ملك ابنه أبو علي مراكش، فخرج وبيت أباه، فانهزم وآبوه في إثره. ثم عاد الشلطان إلى فاس ومات بتازى في ذي الحجة سنة إحدى وثلاثين.
فقام من بعده ابنه أبو الحسن علي بن آبي سعيد عثمان بن يعقوب ابن عبدالحق، وأخذ أخاه أبا علي وسجنه، وفتح أمصار الشرق وملك تلمسان وصار ملك زناتة بعد ما كان ملك بني مرين وسلطان العذوتين بعد أن كان سلطان المغرب.
وركب البحر في آخر سنة أربعين وسبع مئة ونزل على طريف فهزمه الفرنج ثم سار إلى تونس وملكها في سنة ثمان وأربعين، فمرت به هناك
Page 115