96

Dumuc Bilyatshu

دموع البلياتشو: مجموعة قصصية تنشر لأول مرة

Genres

قلت: لأنها استراحت في قصر اللامكان.

قال: وتخطت كل حدود الأشياء.

قلت: بحيث لا تبدأ ولا تنتهي؟

قال: وتكون نهايتها في بدايتها، كما تكون البداية في النهاية، إنها الآن وراء البداية والنهاية، وراء الحياة والموت، وراء الجسد والروح.

سألت: في الأبدية؟ هل هذا ما نقصده بتخطي كل الحدود إلى اللامحدود؟ هل هو طريق الحقيقة؟

قال وهو يفتح ذراعيه كمن يحتضن الكون بأسره: لا تنس أنه ليس هو الحد ولا اللامحدود، إننا نتكلم عن الملاء والخلاء، كما نتكلم عن التجدد والفساد، طريق الحقيقة هو الذي يكون الملاء والخلاء، لكنه ليس ملاء ولا خلاء، وطريق الحقيقة وراء التجدد والفساد، ولكن ليس هو التجدد ولا الفساد، وهو الذي يبدع الجذر والتاج، غير أنه ليس هو الجذر ولا التاج، ويحدث التجمع والشتات، دون أن يكون هو التجمع والشتات.

تلبدت قسمات وجهي بالحيرة المفاجئة، فتحت فمي فخرجت لفحة حارة ولم تخرج كلمة واحدة، قال في هدوء: إن سؤالك لا يجاب عليه، وبحثك لا يؤدي للوصول، لا تسأل عن الطريق ولا تحاول أن تعثر عليه، كن أنت الطريق ودعه يكونك.

سألت بائسا: كيف؟ كيف؟

قال: ما زال سؤالك يلقيك بعيدا عنه، حاول أن تتوحد به، هل رأيت الصغار وهم يتحدون في حضن الأم؟ هل شعرت بالأم وهي تتحد بالصغار؟ كن أنت الواحد والوحدة، وكن الأب والأم، عندئذ تتخطى كل حدود الأشياء لتصبح أنت الوحدة والواحد والكل، عندئذ تتخطاني حتى أتمنى أن أتبعك وأمشي في أثرك.

الحكيم يملي دموعه المؤجلة

Unknown page