61

Dubious Matters Raised About the Call of Sheikh Muhammad bin Abdul Wahhab

الشبهات التي أثيرت حول دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (مطبوع ضمن بحوث ندوة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب)

Publisher

عمادة البحث العلمي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية،الرياض

Edition Number

الثانية

Publication Year

١٤١١ هـ/١٩٩١م

Publisher Location

المملكة العربية السعودية

Genres

يكفيهم من هذا الباطل ألا يوثقوه في صحف التاريخ، ولكن الله تعالى أخذهم بهذا الخزي في الدنيا، ولعذاب الآخرة أخزى لو كانوا يعلمون. وبهذا يصدق على هؤلاء العلماء الذين فضحوا أنفسهم بما كتبت أيديهم -يصدق عليهم قول رسول الله ﷺ " كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من الإجهار أن يعمل العبد بالليل عملا ثم يصبح قد ستره ربه، فيقول: يا فلان قد عملت البارحة كذا، وكذا.. فيبيت يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه " ١ رواه مسلم عن أبي هريرة. فما أكثر الذين قالوا في دعوة التوحيد التي دعا إليها الشيخ من إفك وبهتان من أمثال هؤلاء العلماء، ثم ذهبت أقوالهم أدراج الرياح، لم يمسك بها الزمن، ولم ير لأصحابها وجه بين الناس.. أما هؤلاء العلماء الذين كتبوا بأيديهم هذا الإفك فهم أشبه بهؤلاء المجاهرين بالمعاصي الذين أشار إليهم رسول الله ﷺ ووسمهم بالبلاء الذي لا شفاء لهم منه.. إنهم في وجه فضيحة أعلنوها عن أنفسهم. وقد شاءت إرادة الحكيم العليم أن يكون هؤلاء العلماء عبرة لمن يعتبر، ودرسا يتلقاه أولو الألباب، فيمسك العاقل الحريص على دينه عن الخوض في الباطل، وقول الزور، ابتغاء حظ عاجل من حظوظ الدنيا، فإن لم يستطع أن يمسك عن ذلك بلسانه فلا أقل من أن يمسك عن تسجيل ذلك بخطه، ونشره في كتاب على الملأ!! فيكون شره أخف، وبلاؤه أقل، ولا يكون من الذين قال الله تعالى فيهم: ﴿فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ﴾ ٢. هذه الكتب الناطقة بالبهتان: وبين أيدينا اليوم من مخلفات علماء السوء هؤلاء، من هذه الكتب المشئومة التي

١ البخاري: الأدب ٦٠٦٩، ومسلم: الزهد والرقائق ٢٩٩٠. ٢ سورة البقرة آية: ٧٩.

1 / 162