201

ʿAqīdat al-tawḥīd fī al-Qurʾān al-karīm

عقيدة التوحيد في القرآن الكريم

Publisher

مكتبة دار الزمان

Edition Number

الأولى ١٤٠٥هـ

Publication Year

١٩٨٥م

Genres

٣- قصة شعيب ﵇ مع قومه١
أرسل الله شعيبًا ﵇ إلى قومه وكانوا يسكنون المدينة الواقعة على طريق الحجاز قرب معان من جهة الأردن واسمها "مدين"، وكانوا قومًا مشركين بالله ويتلاعبون بالكيل والميزان ويقطعون الطريق، فدعاهم شعيب ﵇ إلى عبادة الله وحده ونبذ عبادة الأصنام وترك باقي المنكرات، قال تعالى: ﴿وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ ٣.
وذكّرهم شعيب ﵇ بنعمة الله عليهم حيث كانوا قليلين فكثّر نسلهم وذكرهم بتدمير المشركين من قبلهم فقال: ﴿وَاذْكُرُوا إِذْ كُنتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ وَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ﴾ ٤.
وكل هذا التذكير بالنعم والتخويف من النقم لم يزدهم إلا عنادًا وسخرية بشعيب ودعوته والمؤمنين معه حتى هددوه بالطرد أو الرجم لولا عزة قومه: ﴿قَالَ الْمَلأ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ﴾ ٥.

١ انظر السور التالية: الأعراف ٨٥-٩٣، هود ٨٤-٩٥، الحجر ٧٨-٧٩، الشعراء ١٧٦-١٩١، العنكبوت ٣٦-٣٧، والقصة مفصلة بتفسير الطبري ٨/٣٧ و١٢/٩٨.
٢ انظر تفسير ابن كثير ٢/١٣١.
٣ سورة الأعراف آية ٨٥.
٤ سورة الأعراف آية ٨٦.
٥ سورة الأعراف آية ٨٨.

1 / 216