تجرد الشيخ للدعوة إلى الله، ورد هذا الناس إلى ما كان عليه سلفهم الصالح في باب العلم والإيمان، وباب العمل الصالح والإحسان، وترك التعلق على غير الله من الأنبياء والصالحين وعبادتهم، والاعتقاد في الأحجار والأشجار، والعيون والمغار، وتجريد المتابعة لرسول الله ﷺ في الأقوال والأفعال، وهجر ما أحدثه الخلوف والأغيار١.
فجادل في الله وقرر حججه وبيناته، وبذل نفسه لله، وأنظر على أصناف بني آدم، الخارجين عما جاءت به الرسل المعرضين عنه، التاركين له.
وصنف في الرد على من عاند وجادل، وماحل٢ حتى ظهر الإسلام في الأرض، وانتشر في البلاد والعباد، وعلت كلمة الله، وظهر دينه، وانقمع أهل الشرك والفساد، واستبان لذوي الألباب والعلوم من دين الإسلام ما هو مقرر معلوم.
_________
١ أي الذين بدلوا وغيروا ما كان عليه السلف، والأغيار جمع للدية مفرده: الغير. وأصلها المغايرة وهي المبادلة لأنها بدل من القتل. قال أبو عبيدة إنما سمى الدية غيرًا فيما أرى: لأنه كان يجب القود فغير القود دية. فسميت الدية غيرًا. وأصله من التغيير.
ينظر: اللسان لابن منظور ٥/٣٣٢٥-٣٣٢٦.
٢ أي جادل وخاصم. ينظر القاموس ٤/٢١٠ –الترتيب.
1 / 33