وبالجملة فهم شر تلك الأمصار، وأعظمهم نفورًا عن الحق واستكبارًا، والرافضة يصلون لتلك المشاهد، ويركعون ويسجدون لمن في تلك المعاهد، وقد صرفوا من الأموال والنذور، لسكان تلك الأجداث والقبور، ما لا يحصل عُشر معشاره للملك العلي الغفور، ويزعمون أن زيارتهم لعلي وأمثاله أفضل من سبعين حجة، تعالى الله وتقدس في مجده وجلاله. ولآلهتهم من التعظيم والتوقير والخشية والإحترام ما ليس معه من تعظيم الله وتوقيره وخشيته وخوفه شيء للإله الحق والملك العلام، ولم يبق مما عليه النصارى سوى دعوى الولدية، غير أن بعضهم يرى الحلول لأشخاص بعض البرية، سبحان ربك رب العزة عما يصفون.
وكذلك جميع قرى الشط١ والمجرة٢ على غاية من الجهل.
_________
١ الشطوط كثيرة. قال في معجم البلدان ٣/٣٤٤: شط: بفتح أوله، وتشديد ثانيه جانب النهر: قرية في حجر اليمامة قبلتها بين "الوتر" و"العرض" قد اكتنفها حجر اليمامة. قال الحفصي: شط "فيروز" فيه نخل ومحارث لبني العنبر من اليمامة. وشط الوتر: باليمامة أيضًا ... الخ اهـ.
وقد ذكر الأعشى "الشط" في شعره حيث يقول:
شاقتك من قيلة أوطانها ... فالشط فالوتر إلى حاجر
فركن مهراس إلى مارد ... فقاع مَنْفُوْحَةَ فالحائر
(ينظر صحيح الأخبار ١/٢٥١، ومعجم اليمامة ٢/٥٠)
٢ ذكر في معجم البلدان ٥/٥٨: المجرة، وقال: إنه موضع.
1 / 31