311
فصل في تأليه الملحد للعقل، وزعمه أن النقل يؤدي إلى الضلال ... فصل قال العراقي: (الوهابية ونبذها للعقل: لما كان صريح العقل، وصحيح النظر، مصادمًا كل المصادمة لما اعتقدته الوهابية، اضطروا إلى نبذهم العقل جانبًا، وأخذهم بظواهر النقل فقط، وإن نتج منه المحال، ونجم عنه الغي والضلال، فاعتقدوا متمسكين بظواهر الآيات أن الله تعالى ثبت على عرشه وعلاه علوًا حقيقيًا، وأن له تعالى وجهًا ويدين، وأنه ينزل إلى السماء الدنيا، ويصعد نزولًا وصعودًا حقيقيين، وأنه يشار إليه في السماء إشارة حسية بالأصبع، إلى غير ذلك مما يؤول١ إلى التجسيم البحت تعالى الله عما يقول الظالمون علوًا كبيرًا. فالوهابية التي تسمي زائري القبور عباد الأوثان، إنما هي قد عبدت الوثن، حيث إنها جعلت معبودها جسمًا كالحيوان، جالسًا على عرشه، ينزل ويصعد، نزولًا وصعودًا حقيقيين، وله وجه ويد ورجل وأصابع حقيقة، مما يتنزه عنه المعبود الحق، وإذا رد عليهم بالبراهين العقلية، وأثبت لهم أن

١ في النسخ الثلاث: "يؤل".

1 / 310