سمعوا وصفها فلاموا عليها ... أخذوا طيبًا وأعطوا خبيثا
وقال أيضًا:
من منصفي من عاذل جاهل ... يخون باللوم لمن لا يخون
إن قلت ما نصحك إلا أذى ... قال وما عشقك إلا جنون
وقال محمد بن شرف القيرواني:
قل للعذول لو اطلعت على الذي ... عاينته لعناك ما يعنيني
أتصدني أم للغرام تردني ... وتلومني في الحب أم تغريني
دعني فلست معاقبًا بجنايتي ... إذ ليس دينك في المحبة ديني
وما أحسن قول الآخر:
يقول لي العاذل في لومه ... وقوله زور وبهتان
ما وجه من أحببته قبلة ... قلت ولا قولك قرآن
وما آخر
لقد راعني بدر الدجى بصدوده ... ووكل أجفاني برعي كواكبه
فيا عاذلي دعني عساه يعود لي ... ويا مهجتي صبرًا على ما كواك به
وقال عرقلة:
قال العواذل ما الذي استحسنته ... منه وما يسبيك قلت جميعه
وقال الشيخ جمال الدين بن نباتة ﵀:
يا خيبة العاذل الذي قد ... أطال في العذل واستطالا
عذبني ثم قال تسلو ... عن حب ماما فقلت لالا
وقال أيضًا:
أيها العاذل الغبي تأمل ... من غدا في صفاته القلب ذائب
وتعجب لطرة وجبين ... إن في الليل والنهار عجائب
وقال القاضي محيي الدين بن عبد الظاهر:
كم على عاذلي وكم لحبيبي ... ذاك تكبيرة وذا تهليله
يا ثقاتي وأيت مني ثقاتي ... أين من ينبغي إلي الوسيلة
أنا ميت فقبلوني إليه ... فحياتي وحقه وتقبيله
وقال النور الأسعردي
أقول لعاذلي لما نهاني ... وقد وجد المقالة إذ جفاني
علمت بأنه مر التجني ... وفاتك أنه حلو اللسان
وقال أبو الفتح قادوس في الأكتاف
من عاذري في عاذل ... يلوم في حب رشا
إذا طلبت وصله ... قال كفى بالدمع شا
ومثله قول شيخ الشيوخ بحماة:
أغضب العشاق منه أنني ... لم أبع في حبه رشدي بغي
قلت قد أضنيت جسمي قال قد ... قلت كي تذهب روحي قال كي
وقال أيضًا
راموا فطامى عن هوى ... غذيته طفلًا وكهلًا
فوضعت في جيبي يدي ... وقلت خلوني وإلا
ومثله قول الوادعي:
يا لائمي في هواها ... أفرطت في اللوم جهلًا
ما يعلم الشوق إلا ... ولا الصبابة إلا
وما أحسن قول ابن سنا الملك في هذا المعنى:
أهوى الغزالة والغزال وربما ... نهنهت نفسي عفة وتدينًا
ولقد كففت عنان عيني جاهدًا ... حتى إذا أعييت أطلقت العنا
وقوله أيضًا: دنوت وقد أبدى الكري منه ما أبدى فقبلته في الخد تسعين أو إحدى وقوله أيضًا:
وظبي حكى ريم الفلا في نفاره ... فما باله لم يحكه في التلفت
يدافعني عن وصله بتهجم ... فيا ليته لو كان يدفع بالتي
وقال شيخ الشيوخ بحماة:
إليكم هجرتي وقصدي ... وفيكم الموت والحياة
أمنت أن توحشوا فؤادي ... فآنسوا مقلتي ولاتو
وقال ابن المعتز:
زاحم كمي كمه فالتويا ... وافق قلبي قلبه فاستويا
وطالما ذاقا الهوى فاكتويا ... يا قرة العين ويا همي ويا
وقال ابن مطروح:
والله لا خطر السلو بمهجتي ... ما دمت في قيد الحياة ولا إذا
رجع الكلام في العذل.
وقال الآخر دوبيت
لما نظر العذال وجدي بهتوا ... في الحال وقالوا لوم هذا عنت
مانحسب إلا أننا نعذله ... يسمع من يعقل من يلتفت
وقال الآخر:
قالوا اسله واطرح هواه ... فقد بدا كذبه وأفكه
فقلت بالله لا تطيلوا ... والله والله ما أفكه
وما أحسن قول شهاب الدين ابن الخيمي ﵀:
وعذول رابني في نصحه ... كلما زدت إبا زاد لجاجا
1 / 48