فوقف عليه أعرابي ومعه ابن له فقال: أعد إلي فأعاد عليه فقال: يا ابن أخي أويلك أنت وحدك من هذا ويلي أنا وأنت وويل ابني هذا وويل هذه الجماعة وويل جيراننا كلهم.
وقال سبط التعاويذي:
بين السيوف وعينه مشاركة ... من أجلها قيل للأغماد أجفان
وقال رشيد الدين الفارقي:
إن في عينيك معنى ... حدث النرجس عنه
ليت لي من غضه ... سهمًا ففي قلبي منه
وقال محمد بن العفيف التلمساني:
لحاظك أسياف ذكور فما لها ... كما زعموا مثل الأرامل
وله أيضًا:
يا عاشقين حاذروا ... مبتسمًا عن ثغره
فطرفه الساحر مذ ... شككتم في أمره
يريدان أن يخرجكم ... من أرضكم بسحره
وقال أيضًا:
قضاة الحسن ما صنعي بطرف ... تمنى مثله الرشأ الربيب
رمى فأصاب قلبي اجتهاد ... صدقتم كل مجتهد مصيب
وقلت أنا من قصدي:
حبيب نازل في كل قلب ... وسيف لحاظه يهوى النزالا
يرى قتل المحب بلا دليل ... ولا سيما إذا أبدى الدلالا
إذا استقبلت سيف اللحظ منه ... رأيت الموت من ماضيه حالا
وقلت أيضًا من قصيد:
تغار الشمس منها حين تبدو ... كغصن البان في خضر البرود
بأطراف من الحناء حمر ... وألحاظ كبيض الهند سود
وقلت أيضًا من قصيد:
آلت لواحظه على أهل الهوى ... إن لا ترى قتلًا بغير مهند
يرنو وصارم لحظه في جفنه ... ماضي الغرار ولم يمسي بأثمد
فإذا تجرد للمحب فلا تسل ... عن سيف جفن كالحسام مجرد
وقلت أيضًا من قصيدة:
غزالي غزاني باللحاظ لأنه ... إذا ما بدا في حومة الحرب ضيغم
تكلمني ألحاظه بسيوفها ... ولم ترى قبلي ميتًا يتكلم
وقلت من قصيدة:
تسل سيوفًا من لواحظ طرفها ... ولكن من عادة الجفن غامد
تجردها والدمع كالنيل سائح ... فما ثنثني إلا وسيحان جامد
وقلت أيضًا من قصيد:
يرنو إليّ بعين نون حاجبها ... كالقوس تصمى الرمايا وهي مرنان
أمير حسن من الأتراك حاجبه ... على المحب له في مصر سلطان
غزت لواحظه في أهل مصر كما ... غزا الأنام بأرض الشام غازان
وأما الجور فقد اختلف الناس فيه فقال أبو عبيدة الحوراء الشديدة بياض العين في شدة سواد سواداها.
وقال يعقوب الحور سعة العين وكبر المقلة وكثرة البياض.
وقال قطرب الحوراء الحسنة المحاجر صغرت العين أم كبرت.
وقال أبو عمرو الظبية الحوراء السوداء العين التي ليس في عينها بياض ولا يكون هذا في الإنس إنما يكون في الوحش واشتقاق حور يدل على صحة ما قاله يعقوب وأبو عبيدة لأنهم إما يوقعونه في الغالب على البياض مثل الدقيق الحواري الدرمك الشديد البياض وقلما يتفق بياض العين إلا مع شدة سوداها لأن بياضها مع الزرقة ليس هنالك في النقاء وقد أكثر الشعراء في وصف العين بالحور والسواد وقل في شعرهم وصف العين الزرقاء على أنه جاء في حديث عائشة ﵂ عن النبي ﷺ أنه قال: " الزرقة في العين يمن " وقال بعض العرب:
أحبك إن قالوا بعينك زرقة ... كذلك عتاف الطير زرق عيونها
ومن هنا أخذ العبدي قوله حين قال له معاوية: إنك أحمر فقال: والذهب أحمر فقال إنك الأزرق فقال: والبازي أزرق.
الباب الخامس
ذكر تغير الألوان عند العيان
من صفرة وجل وحمرة
خجل وما في معنى ذلك من عقد اللسان وسحر البيان
1 / 28