(كم صغروا منهمُ والله يكلؤهم ... نعماء ما صغرت إلاّ لأن عظموا)
وقال أبو يعقوب الخريمي:
(فلو لم يكن إلاّ بنفسِك فخرُها ... لكان لها يومَ الفخارِ بك الفضلُ)
(جريتَ على مهل فأتعبت من جرى ... فلا تعبٌ يدني إليك ولا مهل)
(ويبذل دنياه ويمنع دينهُ ... فلا مثلَ ذا بذلٌ ولا مثلَ ذا بُخْلُ)
وقلت:
(وقفتُ على يحيى رجائي وإنما ... وقفتُ على صوبِ الربيع رجائيا)
(إذا ما الليالي أدركت ما سعت له ... تمطيت جدواه ففقت اللياليا)
(إذا غاب جاء المزن في الجود سابقا ... وإن آب جاء المزن في الجود تاليا)
(إذا الغيثُ باراه ثنى الغيثَ مقصرا ... أو البرق جاراه ثنى البرق كابيا)
(فتى لم نزنه بالقوافي وإنما ... حططنا إليه كي نزينَ القوافيا)
(من الغرِّ لاحوا أشمسًا ومضوا ظبى ... وصالوا أسودًا واستهلوا سواريا)
(رأيت جمالَ الدهر فيك مجددًا ... فكن باقيًا حتى ترى الدهرَ فانيا)
وقلت:
(في فتية أخلاقُهم وفعالهم ... عِرسٌ تكامل حسنها وعرائس)
(حَلَّ السرور حباهمُ في مجلس ... للمجد والعلياء فيه مجالس)
(فهمُ إذا نظروا الصديق كواكبٌ ... زهرٌ وإن نظروا العدوَّ حنادس)
(أو قيل تلتف الجياد بمثلها ... فهم ضراغم والعداة فرائس)
(فالليل منهم شامس والصبح منهم ... دامسٌ والدهرُ منهم وارس)
وأظن ابن الرومي سبق إلى معنى قوله:
(نفائس ماله أدناه مجنىً ... من الأيدي جميعًا والأماني)
(كذاك فوارضُ الثمراتِ تدنو ... لجانيها فتمكِن كلَّ جاني)
وأخبرنا أبو أحمد عن العبشمي عن المبرد قال أتي شاعر أبا البحتري وهب ابن وهب وكان من أجود قريش كان إذا سمع المادح له ضحك وسرى السرور بجوانحه وأعطى وزاد فأنشده هذا الشاعر:
1 / 74