(يقري وبالرقةِ البيضاءِ منزلهُ ... من بالعراقينِ من عُجم ومن عربَ ...)
(أغنيتني عن رجالٍ أنت فوقهم ... في المكرماتِ ودونَ القوم في النشب)
وأصل ذلك كله من قول جرير:
أخبرنا أبو أحمد عن علي بن سليمان الأخفش عن ثعلب عن محمد بن سلام قال قال أبو الغراف بعث عبد العزيز بن مروان إلى جرير بمال من الشام فتجهز يريده فأتاه نعيه فقال جرير يرثيه:
(بنفسي امرأً والشامُ بيني وبينهُ ... أتتني ببشرى بردهُ ورسائله)
قال أحمد أبو الحسن لا يجوز عندنا (إلا امرؤ) إلا أن الرواية هكذا، معناه أفدى:
(أتى زمنُ البيضاءِ بعدك فانتحى ... على العظم حتى أثلمته حواملُه)
(فيومانِ من عبد العزيزِ تفاضَلا ... ففي أيِّ يومَيه تلومُ عواذلُه)
(فيومٌ تحوطُ المسلمين جيادهُ ... ويومٌ عطاه ما تغبّ نوافله)
ومن المديح البارع قول إبراهيم بن العباس:
(أسدٌ ضارٍ إذا هيجته ... وأبٌ برٌ إذا ما قدرا)
(يعلمُ الأ بعد إن أثرى ولا ... يعلمُ الأدنى إذا ما افتقرا ...) ومن بليغ المديح ما أنشدناه أبو أحمد في جملة خبر أخبرناه عن أبيه عن أحمد ابن أبي طاهر النديم عن عبد الله بن السري عن أحمد بن سليمان قال قال عبد الله ابن زيد القسري كنت قائمًا على رأس ابن هبيرة وعنده سماطان من وجوه الناس إذا أقبل شاب لم أر مثل جماله وكماله فقال أصلح الله الأمير إني امرؤ فدحته كربة وأوحشته غربة ونأت به الدار وأقلقه الأمعار وحل به عظيم خذله أخلاؤه وشمت به أعداؤه وحفاه القريب وأسلمه البعيد فقمت مقامًا لا أرى فيه معولًا ولا جازى نعمه إلا رجاء الله تعالى وحسن عائدة الأمير وأنا أصلح الله الأمير ممن لا تجهل
1 / 66