(لولاك ما كان سدى ولا ندى ... ولا قريشٌ عُرفت ولا العرب)
(خذها امتحانًا من ملئ بالحجا ... لكنه غيرُ ملئ بالنشبْ)
(وقرَّ بالأرض أو استقر بها ... أنتَ عليها الرأسُ والناسُ ذنبْ)
قال فجعل ينشد وأبو دلف يرجف إليه حتى مست ركبتيه فلما بلغ قوله
(لكنه غير ملئ بالنشب ...)
قال لاملأني الله إن لم أملأك يا غلام كم في بيت المال؟ قال ما قبضته من عامل الجبل وهو مائة ألف درهم قال أعطه إياها وقليل له ذلك، قال فأقبل عليه عقيل أخوه يعذله ويقول له أنت على باب أمير المؤمنين وبين ظهراني قواده وأمرائه ولا وجه لما لا يرد عليك من الجبل فادفع إليه البعض قال إليك عني والله لو شاطرته عمري لكان ذلك دون ما يستحقه علي. ومن المديح الجيد قول مروان بن أبي حفصة:
(كفى القبائلَ معنٌ كلَ معضلةٍ ... يُحمى بها الدينُ أو يُرعى بها الحسبُ)
(كنز المحامدِ والتقوى ذخائرهُ ... وليس من كنزهِ الأوراق والذهب)
(أنتَ الشهابُ الذي يُرمَى العدوُ به ... فيستنيرُ وتخبو عنده الشهب ...)
(بنو شريك همُ القومُ الذين لهم ... في كل يوم رهان تحرزُ القصبُ)
(إن الفوارسَ من شيبانَ قد عُرفوا ... بالصدق إن نزلوا والموتِ إن ركبوا)
(قد جَرَّب الناسُ قبل اليومِ أنهم ... أهلُ الحلومِ وأهل الشغب إن شغبوا)
(قل للجواد الذي يسعى ليدركه ... أقصر فما لكَ إلاّ الفوتُ والطلب)
قوله فما لك إلا الفوت والطلب من أحسن معنى وأجوده وأبينه بيانًا وأشده إختصارًا وهو من قول زهير:
(سعى بعدهم قومُ لكي يُدركوهم ... فلم يفعلوا أو لم يلاموا فلم يألوا)
وقال طريح:
1 / 52