(وأذعر الربربَ عن أطفاله ... بأعوحى دلفى المنسب)
(مطردٌ يرتجُّ في أقطارِه ... كالماءِ جالتْ فيه ريح فضطرب)
(تحسبه أقعد في استقبالهِ ... حتى إذا استدبرتهُ قلتَ أكبّ)
(وهو على إرْهاقه وطيّه ... يقصرُ عنه المحرمان واللبب)
(تقولُ فيه جنبٌ إذا انثنى ... وهو كمثل القدحِ ما فيه جنبْ)
(يخطو على عُوجٍ يناهبن الثرى ... لم يتوا كل عن شظًا ولا عصب)
(تحسبها ناتئةً حين خطا ... كأنها واطئةٌ على نكب)
(يرتاد بالصيد فعارضنا به ... أو ابدا الوحش فأجدى واكتسب ...)
(لا يبلغُ الجهدَ به راكبُه ... ويبلغُ الريحَ به حين طلب ...)
(إذا تظنينا به صدقنا ... وإن تظني فوتَه الطرفُ لزب)
(ثم انقضى ذاك كأن لم تبقه ... وكل بُقيا فإلى يوم عطب)
(وخلفَ الدهر على أعقابه ... في القدح فيه وارتجاع ما وهب)
(فحمّل الدهر ابن عيسى قاسمًا ... ينهض به فراج همّ وكرب)
(كرونق السيف انبلاجا بالندى ... أو كغراريه على أهل الريب)
(لا وسنتْ عينٌ رأت غُرتهُ ... واستيقظت نبوته من النوب)
(لولا الأميرُ لغدونا هملًا ... لم يمتثل مجد ولم يرع حسب)
(ولم يقم ببأسٍ يومٍ وندىً ... ولا تلاقى سببٌ إلى سبب)
(تكادُ تبدي الأرضُ ما أضمره ... إذا تداعى خيله هلا وهب)
(ويستهلُّ أملًا وخيفةً ... إذا استهلَّ وجههُ وإن قطب)
(وهو إن كان ابنُ فرعي وائلٍ ... فبسماعيه ترقَّى في الحسب)
(وبعلاهُ وعُلا آبائه ... تُحوى غداةَ السبقِ أخطارُ القصب)
(يا واحدَ الدنيا ويا بابَ الندى ... ويا مُجيرَ الرعبِ في يوم الرَّهَب)
1 / 51