اشترى بها من أعراض المسلمين فقال يذكر نهيه إياه عن الهجاء ويتأسف:
(وأخذتَ اطرار الكلام فلم تدع ... شتما يضرُ ولا مديح ينفعُ)
(ومنعتني عِرضَ البخيل فَلم يخفْ ... شتمي وأصبح آمنًا لا يجزعُ)
وكان الحطيئة يذم البخل كما ترى وهو أبخل الناس اعترضه رجل وهو يرعى غنمًا له فقال له يا راعي الغنم وكان بيد الحطيئة عصًا يزجر بها الغنم فرفعها وقال عجراء من سلم فقال الرجل إنما أنا ضيف فقال: للأضياف أعددتها فتمثلت به العرب وقالوا أبخل من الحطيئة، وكان أحد الحمقى أوصى عند موته بأن يحمل على حمار وقال لعلي أن حلمت عليه لا أموت فإني ما رأيت كريمًا مات عليه قط وقال:
(لكل جديد لذةٌ غير أنني ... رأيتُ جديدَ الموتِ غيرَ لذيذِ)
وقيل له أوصى فقال أوصي أن مالي للذكور دون الإناث قالوا فإن الله لا يقوله قال لكني أقوله، وقالوا له قل لا إله إلا الله قال أشهد أن الشماخ أشعر غطفان. وأخذ قوله:
(أغربلا إذا استودعت سرا ...)
من قول كعب بن زهير حيث يقول:
(ولا تَمسك بالعهدِ الذي عهدتْ ... إلّاُ كما يمسك الماءَ الغرابيلُ)
أخبرنا أبو أحمد عن الصولي عن أبي خليفة عن دماذ عن أبي علي القداح وعباد بن سليم الحضرمي قال أنشد الحطيئة عمر:
(مهاريسُ يُروي رِسلُها ضيف أهلها ... إذا النار أبدت أوجه الخضرات)
(عظام مقيل الهام غلب رقابها ... بتاكر ورد الماء في السَّبراتِ)
(يُزيلُ القتادَ جذبُها عن أصولِه ... إذا ما غدت مقورةً خرِصاتِ)
وكان هجا قومه فلما بلغ إلى قوله:
(فإن يصطنعني الله لا أصطنعكمُ ... ولا أعطكم مالي على العثراتِ)
(لكم دَفَرٌ مثلُ التيوسِ ونسوةٌ ... مماجينُ مثل الآتُنِ التَّعِراتِ)
1 / 40