(ويمسك بعدُه بذناب عيشٍ ... أجبّ الظهرِ ليس له سنامُ)
وهذا أجود من الأول لأنه لم يخاطب به الممدوح ولو قيل لولا لكان لقيل كذا وكذا لكان كما قال علي بن جبلة:
(لولا أبو دلف لم تحتى عارفة ... ولم ينؤنؤ مأمول بأماله)
(يا ابن الأكارم من عدنان قد علموا ... وتالدُ المجدِ بين العمِّ والخال)
(وناقلُ الناس من عُدم إلى جدةٍ ... وصارفُ الدهرِ من حالٍ إلى حال)
(أنتَ الذي تنزلُ الأيامَ منزلها ... وتمسك الأرضَ عن خسفٍ وزلزال)
(وما مددتَ مدى طرفٍ إلى أحد ... إلا قضيتَ بآجالٍ وآمالِ)
(تزور سخطا فتمسى البيضُ راضية ... وتستهلُّ فتبكي أوجهُ المالِ)
وأخبرنا أبو أحمد في كتاب الورقة عن ابن داود قال قال أبو هفان اجتمع الشعراء بباب المعتصم فقعد لهم محمد بن عبد الملك الزيات فقال إن أمير المؤمنين يقرأ عليكم السلام ويقول لكم من كان يحسن أن يقول مثل قول النمري في الرشيد:
(خليفةُ الله إن الجود أودية ... أحللك الله منها حيثُ تجتمعُ)
(إن أخلف القَطرُ لم تُخلفْ مخايله ... أو ضاقَ أمرٌ ذكرناه فَيتَّسِع)
فقال ابن وهب فينا من يقول مثله:
(ثَلاثةٌ تشرقُ الدُّنيا بِبَهجِتها ... شَمسُ الضحَى وأبو أسحق والقمرُ)
(تحكِي أفاعيلهُ في كلِّ نائبةٍ ... الغيث والليث والصَّمصامَة الذكر)
قال فأجازه وفضل ابن وهب. ولبعض الشعراء في المهلب:
(أمْسَى العراقُ سليبا لاأنيس لهُ ... إلّا المهلَّبُ بَعدَ الله والمطرُ)
1 / 28