(ولكنْ وقاك معرَاتها ... تضاؤلُ قَدرِكَ في الخاطرِ)
وقال غيره:
(إني هجوتُ بكلَ لفظٍ مقذعٍ ... زيدًا وكان لهُ الهجاءُ مديحا)
وقلت:
(يا أبا القاسم هل أبصرت ... شبهًا لك في قبحك)
(ونظيرًا لك شؤمك ... أو لؤمك أو شحك)
(إن من شبهك الكلب ... فقد بالغَ في مدحكَ)
وقلت:
(أهنت هجائي يا ابنَ عروةَ فانتحى ... علىَ ملامُ الناسِ في البعدِ والقربِ)
(وقالوا أتهجو مِثله في سُقوطهِ ... فقلتُ لهم جريتُ سيفي على كلبِ)
وقال ابن الرومي:
(خسأت كلبًا مَرَ بيَ مَرَةً ... فقال مَهلًا يا أخا خالدِ)
(حسبكمُ خزيًا بني آدم ... شركتكم إياه في الوالد)
ومثله ما أنشدناه أبو أحمد قال أنشدني ابن لنكك لنفسه:
(وعصبةٍ لما توسطتهمْ ... صارت علىَ الأرضُ كالخاتمِ)
(كأنهمْ من سوءِ أفهامهمْ ... لم يخرجوا بعدُ إلى العالم)
(يضحكُ إبليس سرورًا بهم ... لأنهم عارٌ على آدم)
وقلت:
(وقلتُ للكلبِ حينَ مرَّ بيَ اخسأ ... فكأني كويتُ قلبك كيا)
(أترى أنني أعُدك كلبًا ... أنتَ عندي إذا نبحتَ الثريا)
ومن التناهي في الاستصغار والخمول قول زياد الأعجم:
(إذا ما اتقى الله امرؤُ وأطاعهُ ... فليسَ به بأسٌ وان كان من جرمْ)
(ولو جمعتْ جَرْمٌ على رأسِ نملةٍ ... لباتوا شِباعًا يضرطون من الشحم)
ومن بليغ ما جاء في الاستصغار ما رواه قدامة قال قال محمد بن ناشد سألني