Dīwān al-Hudhalīyīn
ديوان الهذليين
Publisher
الدار القومية للطباعة والنشر
Publisher Location
القاهرة - جمهورية مصر العربية
Genres
وقال ابن أحمر:
* تَصْهَرُه الشمسُ فما يَنصْهِر (١) *
أي تُذيبُه فما يُذاب. والعجَم: النَّوَى. مَرْضُوح: مَدْقوق. وإنما يريد أنه بَلدٌ (٢) مستوٍ ليس فيه أكَمَة ولا مَدَرَة. ويقال صَهرَت الشحمةَ الشمسُ إذا أذابتْها.
يَسْتَنُّ في جانِبِ (٣) الصَّحْراءِ فائِرهُ ... كأنّه سَبِطُ الأَهْدابِ مَمْلوحُ
قال: يقول: يَسْتَنّ الفائر، وهو السَّرابُ يَفُور، أي يَهيج. كأنّه سَبِط، وهو البَحْر، وإنّما ذا مَثَل. يقول: أكنافه (وهي نواحيه) أَلْقاها على الأرض كأنّه سَبِطُ الأَهْداب، يعنِي البَحْرَ. أكنافُه (٤)، هي تفسيرُ أهدابِهِ. وقولهُ: مَمْلُوح، يقال: ماء مِلْح ولا يقال: مَالِحٌ؛ ويقال: سَمَك مَمْلُحٌ ولا يقال: مَالِحٌ، ومَلَحْتُ الشيءَ أَمْلَحُه مَلْحا. ويقال: أهدامُه وأهدابُه (٥). وهُدْبُ الشيء: ما تدلَّى. وهُدْبُ الثوبِ مِن هذا. ويقال: عَينٌ هَدْباء، وأُذُنٌ هَدْباء: للكثيرة الشَّعْر.
(١) هذا عجز بيت في صفة فرخ قطاة، وصدره:
* تروى لفى ألقى في صفصف *
(٢) بلد، أي قفر، وإذا كان القفر مستويا لا أكمة فيه ولا مدرة كما قال كان ذلك أخفى لطرقه لاشتباه بعضها ببعض.
(٣) في رواية: "في عرض" من قوله: "في جانب" وكلا اللفظين بمعنى واحد. ويستن: يمضي على وجهه يتبع بعضه بعضا، كما قاله السكرى. شبه ارتفاع السراب وهيجانه في الصحراء بالفوران؛ ثم شبهه في استرساله وجريانه بالبحر المسترسل النواحي. وقال الأخفش في تفسير الفائر في هذا البيت: هو ما فار من حرّ الأرض.
(٤) نقل ابن سيده هذا التفسير للأهداب، ثم أنكر. وقال: لا أعرفه (اللسان مادة هدب).
(٥) يلاحظ أننا نجد فيما لدينا من كتب اللغة أن الأهدام بالميم بمعنى الأهداب بالباء كما تفيده عبارته.
1 / 112