لا تصحب الدهر إلا غير منتظر، # فالهم يطرده قرع الظنابيب (1)
واقذف بنفسك في شعواء خابطة، # كالسيل يعصف بالصوان واللوب (2)
إن حنت النيب شوقا، وهي واقفة، # فإن عزمي مشتاق إلى النيب (3)
أو صارت البيض في الأغماد آجنة، # فإنما الضرب ماء غير مشروب (4)
متى أراني ودرعي غير محقبة، # أجر رمحي، وسيفي غير مقروب (5)
أيد تجاذب دنيا لا بقاء لها، # خباؤها بين تقويض وتطنيب
قد كنت غرا وكان الدهر يسمح لي، # إن الرقيب على دنياي تجريبي
وعدت يا دهر شيئا بت أرقبه، # وما أرى منك إلا وعد عرقوب
وحاجة أتقاضاها وتمطلني، # كأنها حاجة في نفس يعقوب
لأتعبن على البيداء راحلة، # والليل بالريح خفاق الجلابيب
ما كنت أرغب عن هوجاء تقذف بي # هام المرورى وأعناق الشناخيب (6)
في فتية هجروا الأوطان واصطنعوا # أيدي المطايا بإدلاج وتأويب (7)
من كل أشعث ملتاث اللثام، له # لحظ تكرره أجفان مدءوب (8)
يوسد الرحل خدا ما توسده # قبل المطالب غير الحسن والطيب
Page 63