Dīwān al-Sharīf al-Raḍī
ديوان الشريف الرضي
Genres
كأن الناس بعدك في ظلام، # أو الأيام ألبست الحدادا
وكنت أفدت خلته، ولكن # أفادني الزمان، وما أفادا
فإن لم أبكه قربى تلاقت # مغارسها بكيت له ودادا
يعز علي أن أطويه صفحا، # وأذهب عنه نأيا أو بعادا
تعز، أبا علي، إن خطبا # على العلات يبلغ ما أرادا
هو القدر الذي خبطت يداه # ثمودا، من معاقلها، وعادا (1)
وضعضع كل من حمل العوالي # وأرجل كل من ركب الجيادا
يعري ظهر أكثرنا عديدا، # ويهجم بيت أطولنا عمادا
كذاك الدهر إن أبقى قليلا # أحال على بقيته، وعادا
وبينا المرء يجنيه ثمارا، # إلى أن عاد يخرطه قتادا
وأقرب ما ترى فيه انتقاصا، # إذا ما قيل قد كمل ازديادا
ونعلم أن سيوجرنا مرارا، # بآية أن يلمظنا شهادا (2)
وما تجدي الدموع على فقيد # ولو غسلت من العين السوادا
وكنت مقلدا منها حساما # على الأعداء داهية نآدى (3)
فنافسك الردى في مضربيه، # فبز النصل، واختلع النجادا
فناد اليوم غير أبي شجاع، # وصم أبا شجاع أن ينادى
حدا غير الغمام إليه كوما # تعز على المقاود أن تقادا (4)
نزائع من رياح الغور شبت، # على القلل، البوارق والرعادا
مخضن بهن مخض الوطب حتى # إذا جلجلن أطلقن المزادا (5)
تذوق باللسان والشفة.
Page 351