ومؤمر نزلوا به في سوقة، # لا شكله فيهم ولا قرناؤه (1)
قد كان يفرق ظله أقرانه، # ويغض دون جلاله أكفاؤه (2)
ومحجب ضربت عليه مهابة، # يغشي العيون بهاؤه وضياؤه
نادته من خلف الحجاب منية # أمم، فكان جوابها حوباؤه (3)
شقت إليه سيوفه ورماحه، # وأميط عنه عبيده وإماؤه
لم يغنه من كان ود لو انه # قبل المنون من المنون فداؤه
حرم عليه الذل، إلا أنه # أبدا ليشهد بالجلال بناؤه
متخشع بعد الأنيس جنابه؛ # متضائل بعد القطين فناؤه (4)
عريان تطرد كل ريح تربه، # وتطيع أول أمرها حصباؤه
ولقد مررت ببرزخ، فسألته: # أين الأولى ضمتهم أرجاؤه (5)
مثل المطي بواركا أجداثه، # تسفى على جنباتها بوغاؤه (6)
ناديته، فخفي علي جوابه # بالقول إلا ما زقت أصداؤه (7)
من ناظر مطروفة ألحاظه، # أو خاطر مطلولة سوداؤه (8)
ورب مملك حمل بين جماعة يختلف عنهم شكلا ولا يقارن بهم.
Page 34