قمر من السعد
(الكامل)
وجه هذه القصيدة إلى أبي سعيد بن خلف وقد تخلص من نكبة لحقته.
يا دار من قتل الهوى بعدي، # وجدوا ولا مثل الذي عندي
لا تعجبي، يا دار، أنهم # أبدوا، ومن يك واجدا يبدي
ربع قريب العهد أحسبه # بالظاعنين، وقد مضى عهدي
لو حركت ذاك الرماد يد # لرأت بقايا الجمر والوقد
إني ليعجبني حماك، إذا # نشر النسيم ذوائب الرند
والماء تصقله الرياح كما # أبدى العياب مضاعف السرد (1)
حيا مريض ثراك غادية، # تعطيه ريح العنبر الورد
أو ذات نهد بين سارية، # تتلويان تلوي القد (2)
يتشقق البرق اللموع بها # وتروعه بتهزم الرعد
لي مقلة ما تستفيق جوى، # تدمى، ويقرع ماؤها خدي
والعيس ما وجدت تحن، ولا # تخفي، وأكتم دائما وجدي
وملام أيام، وليس لها # عطف وبعض اللوم لا يجدي
لا خير في دنيا نوائبها # تدوي، وداء منونها يعدي (3)
لا تحسبن الرزق مطرحا، # فالرزق بين مواضع الأسد
ولرب مصحوب غرضت به # غرض الخوامس من قذى الورد (4)
Page 303