يقتاد مثقلة الغمام، كأنما # ينهضن بالعقدات والأنقاء (1)
يهفو بها جنح الدجى، ويسوقها # سوق البطاء بعاصف هوجاء (2)
يرميك بارقها بأفلاذ الحيا، # ويفض فيك لطائم الأنداء (3)
متحليا عذراء كل سحابة # تغذو الجميم بروضة عذراء (4)
للؤمت إن لم أسقها بمدامعي، # ووكلت سقياها إلى الأنواء
لهفي على القوم الأولى غادرتهم، # وعليهم طبق من الصهباء (5)
صور ضننت على العيون بلحظها، # أمسيت أوقرها من البوغاء (6)
ونواظر كحل التراب جفونها، # قد كنت أحرسها من الأقذاء
قربت ضرائحهم على زوارها، # ونأوا عن الطلاب أي تنائي
ولبئس ما تلقى بعقر ديارهم # أذن المصيخ بها وعين الرائي (7)
معروفك السامي أنيسك، كلما # ورد الظلام بوحشة الغبراء
وضياء ما قدمته من صالح # لك في الدجى بدل من الأضواء
إن الذي أرضاه فعلك لا يزل # ترضيك رحمته صباح مساء
صلى عليك، وما فقدت صلاته # قبل الردى، وجزاك أي جزاء
لو كان يبلغك الصفيح رسائلي، # أو كان يسمعك التراب ندائي (8)
Page 31