266

Diwan

ديوان الشريف الرضي

Genres

Poetry

دعاني إليك العز حتى أجبته، # ومن طلبته جمة الماء أوردا (1)

وإني لأرجو من جوارك فعلة، # أغيظ بها الحساد مثنى وموحدا

ومدحك هذا بكر مدح مدحته # وكنت أروض القول حتى تسددا

ولو علقت مني بغيرك مدحة، # لكنت كمن يعتاض بالماء جلمدا

ولست براض هذه لك تحفة، # أضمنها فيك الثناء المخلدا

فإن كان شعري فاتك اليوم آبيا # علي، فإني سوف أعطيكه غدا

ولولاك ما أومى إلى المدح شاعر # يعد عليا للعلى ومحمدا (2)

أبوه أبوه المستطيل بنفسه، # على العز مصروفا به ومقلدا

فتى سنه عن خمس عشرة حجة # تربى له فضلا ومجدا ومحتدا (3)

فتي الصبا كهل الفضائل ما مشى # إلى العمر إلا احتل في الفضل مقعدا

تفرد لا يفشي إلى غير نفسه # حديثا ولا يدعو من الناس منجدا

ولا طالبا من دهره فوق قوته، # كفاني من الغدران ما نقع الصدى

سأحمد عيشا صان وجهي بمائه، # وإن كان ما أعطى قليلا مصردا (4)

وقالوا: لقاء الناس أنس وراحة، # ولو كنت أرضى الناس ما كنت مفردا

طربت إلى الفضل الذي فيك وانتشى # لذكرك شعري راقدا ومسهدا

وما كنت إلا عاشقا ضاع شجوه، # فأصبح يستملي الحمام المغردا

وليس عجيبا إن طغى فيك مقول، # رآك حقيقا في المعالي، فجودا

بعدت عن الإنشاد من غير رغبة، # ولكنني استخلفت نعماك منشدا

فمرني بأمر قبل موتي، فإنني # أرى المرء لا يبقى وإن بعد المدى

وما الميت إلا راحل كره النوى، # وأعجله المقدار أن يتزودا

غ

Page 270