وهل ينفع المغرور قرب للنوى # تلوم مغرور بأرجاء جاذب
لززنا من الدهر الخئون بمصدم # يحطم أشلاء القرين المجاذب (1)
هو القدر المجلوب من حيث لا يرى، # وأعيا علينا رد تلك الجوالب
نراع إذا ما شيك أخمص بعضنا، # وأقدامنا ما بين شوك العقارب
ونمسي بآمال طوال كأننا # أمنا بيات الخطب دون المطالب
نعم إنها الدنيا سمام لطاعم، # وخوف لمطلوب، وهم لطالب
تصدى لنا قرب الموامق ذي الهوى، # ويختلنا كيد العدو المجانب، (2)
وإنا لنهواها على الغدر والقلى، # ونمدحها مع علمنا بالمعايب (3)
وحسبي من ضراء دهري أنني # أقيم الأعادي لي مقام الحبائب
ألم يأن، يا للناس، هبة نائم # رأى سيرة الأيام أوجد لاعب؟
حدت بعصاها آل ساسان والتوت # يداها بآل المنذرين الأشاهب (4)
وحلت على أطلال عاد وحمير # سنابكها حل الجياد اللواغب (5)
نزلن قباب المنذر بن محرق، # وأندية الشم الطوال بمارب (6)
نبا ببني العنقاء ناب، وقعقعت # عماد بني الريان إحدى الشواعب (7)
فقادتهم قود الأيانق في البرى، # وزمتهم زم القروم المصاعب (8)
من ملوك العمالقة-الشواعب: المنايا، ونقول شعبتهم المنية اذا فرقتهم.
Page 144