172

ونعمى تضيق النفس حين أردها ،

شكرت عليها ذا البلاد ، وكافيت

32

و داء من الأعداء دبت سمومه ،

وأعيا رفاء الشر ، بالسيف داويت

33

و عزم كمتن السيف لي ولصاحبي ،

فما أظهرته بوحة ، منذ أخفيت

34

و راح كلون التبر يضحك كأسها ،

صبحت بها شربا كراما ، وغاديت

35

وبيضاء تعطي العين حسنا ونضرة ،

شغلت بها عصر الشباب ، وأفنيت

36

سموت لها ، والليل قد لاح نجمه ،

فلاقيت بدرا في الدجى ، حين لاقيت

37

وكنت امرأ مني التصابي الذي ترى ،

فقد بلغت مني النهى ، فتناهيت

38

و قلت ألا يا نفس هل بعد شيبة

نذير ، فما عذري ، غذا ما تماديت

39

و قد أبصرت عيني المنية تنتضي

سيوف مشيبي فوق رأسي وأشفيت

40

فخليت سلطان التصابي لأهله ،

و أدبرت عم شأن الغوي ، ووليت

41

Page 172