أتبكي لهذا الموت أم أنت عارف
بمنزلة تبقى وفيها المتالف
2
كأنك قد غيبت في اللحد والثرى ،
فتلقى كما لاقى القرون السوالف
3
أرى الموت قد أفنى القرون التي مضت
فلم يبق ذو إلف ولم يبق آلف
4
كأن الفتى لم يفن في الناس ساعة
إذا أعصبت يوما عليه اللفائف
5
وقامت عليه عصبة يندبونه ،
فمستعبر يبكي وآخر هاتف
6
وغودر في لحد ، كريه حلوله ،
وتعقد من لبن عليه السقائف
7
يقل الغنا عن صاحب اللحد والثرى
بما ذرفت فيه العيون الذوارف
8
وما من يخاف البعث والنار آمن ،
ولكن حزين موجع القلب خائف
9
إذا عن ذكر الموت أوجع قلبه
وهيج ، أحزانا ، ذنوب سوالف
10
وأعلم غير الظن أن ليس بالغا
أعاجيب ما يلقى من الناس ، واصف
البحر : سريع 1
Page 122