ألاقيك ، أرصفة في (الرياض) ... وأوراق مزرعة في (الكويت)
ومكنة في رمال الخليج ... وشبت عن يديك ، وأنت أختفت
واسفلت أسواق مستعمر ... أضأت مسافاتها ، وانطفيت
ورويتها من عصير الجبين ... وأنت كصحرائها ، ما ارتويت
***
فكنت هنالك ، سر الحضور ... و(شيكا) هنا ، كل فصلين (كيت)
بريدا : لنا شجن ، كيف (سعد) ... و(أروى) ؟ وهل طال قرنا (سبيت)
***
ولكن متى مت ، ينبي العبير ... على ساعديك ، وعن ما ابتنيت
وما دمت تبني ، وتهدي سواك ... سيحكون ، منك إليك اهتديت
ومن تجربات النهايات ، جئت ... وليدا ، وقبل البزوغ انتفيت
أمثل الربيع ، لبست المغيب ... وأنضر من كل آت أتيت
طيف ليلي
هز كفيه ، وأرجف ... لحظة ، ثم توقف
وبلا داع ، تأتي ... مثل من ينوي ، ويأسف
مثل من بالخوف يردي ... وهو من قتلاه ، أخوف
***
مرحبا شرفت ، لكن ... ما اسمه ؟ من أين شرف ؟
فجأة جاء ، كوحش ... وعلى الفور ، تلطف
غابه شم عبر (القات ) ... فأحضر وفوف
وارتدى جلدا (معينبا) ... وجلبانا منصف
وتبدى ، كنديم ... كمغولي ، تصوف
كطفيلي ، قديم ... خارج من جوف مقصف
***
كان في يمناه تابوت ... وفي يسراه معزف
لونه من كل واد ... شكله من كل متحف
وله وجه شتائي ... وسروال مزخرف
وقوام شبه قزم ... وقذال ، نصف أهيف
وفضول يملك الدنيا ... بدينار مزيف
هكذا يبدو ، ولكن ... سر ماضيه ، مغلف
ربما كان أميرا ... أو لسمسار موظف
أو (لذي ريدان) سيفا ... أو لخيل الفرس ملعف
أو حصانا لجبان ... أو نبيا ، دون مصحف
***
ربما مات مرارا ... ربما أبقى ، وأتلف
ربما أشتى بنيسان ... وفي كانون ، صيف
ربما للريح غنى ... ربما للصمت ، ألف
فهو يلغو ، كغبي ... وبرائي ، كالمثقف
مثل من يغني ، ويحكي ... غير ما يبغي ، محرف
***
يعرف الباب ، فيدنو و... ثم ينسى ، ما تعرف
حلمه أكبر من عينيه ... من كفيه أعنف
يركض الشك بهدبيه ... ويستلقي ، كمترف تسعل الأشياء كالأطفال ... كالفيران تزحف
Page 218