إنما هل يرى التفاهات حي ؟ ... تلتقي أحدث الخطورات قربه
هل ترى من هناك ؟ غزوا يقوي ... قبضتيه ، يحد مليون حربه
يجتذي (البنكنوت) يومي إليه ... وعليه من البراميل جبه
إنه ذلك الذي جاء يوما ... وإلى اليوم ، فوقنا منه سبه
***
قبل عام وأربعين اعتنقنا ... فوق (أبهى) عناق غير الأحبه
والتقينا به (بنجران) حينا ... والتقينا بقلب (جيزان) حقبه
والتقينا على (الوديعة) يوما ... والمنايا على الرؤوس مكبه
جاء تلك البقاع ... خضنا ، هربنا ... وهي تعدو وراءنا مشرئبه
إنها بعض لحمنا ، تتلوى ... تحت رجليه ، كالخيول المخبه
في حشاها ، منا بذور حبالى ... وجذور وردية النبض خصبه
***
ماله لا يكر كالأمس ؟ أضحت ... بين من فوقنا ، ونعليه صحبه
إنهم يطبخوننا ، كي يذوقوا ... عندما ينضجوننا ، شر وجبه
خصمنا اليوم غيره الأمس طبعا ... البراميل أمركت (شيخ ضبه)
عنده اليوم قاذفات ونفط ... عندنا موطن ، يرى اليوم دربه
عنده اليوم خبره الموت أعلا ... عندنا الآن ، مهنة الموت لعبه
صار أغنى ، صرنا نرى باحتقار ... ثروة المعتدي ، كسروال (قحبه)
صار أقوى ... فكيف تقوى عليه ... وهو آت ؟ نمارس الموت رغبه
وندمي التلال ، تغلي فيمضي ... كل تل دام ، بألفين ركبه
ويجيد الحصى القتال ، ويدري ... كل صخر ، أن الشجاعة دربه
يصعب الثائر المضحي ويقوى ... حين يدري ، أن المهمة صعبه
أمسية حجرية
كغراب ، يرتمي فوق جراده ... سقطت وجعى ، تدلت كالوساده
كنسيج الطحلب الصيفي نمت ... أعشبت فيها ، وفي وجهي البلاده
وعلى الجدران ، والسقف ارتخت ... مثل فخذي مرأة بعد الولاده
تحتسبي ، تحتسبي هادئة ... مثل من صار لديه القتل عاده
ترتدي الأنقاض والشوك على ... جيدها من أعين الموتى قلاده
***
كنت أذوي ، باحثا عن مطلع ... كان يهذي عابر ، (فرحان غاده) سأسميه (ظفارا ) (مذحجا) ... لو أتت أنى ، أسميها (سعاده)
Page 208