180

Diwan

ديوان عبدالله البردوني

Genres

***

عندما أحرقت (بنجران) غزوا ... كان ينوي .. صارت رماد الجزيره

أطفأت بالثقاب مد جحيم ... أتراها ملومة أم عذيره ..؟

فتهاوت حصى وطارت عيونا ... هربت من وجوهها مستجيره

وإلى أين ثانيا يا منافي ... والإجابات كالسؤال مريره؟

نزلت (يثربا) هشيما فكانت ... بالعناقيد والرفيف بشيره

فتناغى النخيل من أين جاءت ... هذه الكرمة العجوز النكيره ؟

جئت يا عم من جذوري أرجي ... تربة من رماد حزني قريره

***

وتجلت في ذلك القفر دورا ... وقطوفا تومي بأيد منيره

ونخيلا من السيوف المواضي ... وسيوفا من القوافي الجهيره

وارتمت في (حرى) طريقا وكهفا ... ثم أضحت منذورة ونذيره

ومصلى ، وخندقا ، وحصونا ... ونبيا ، وسورة مستطيره

***

وليال مضت وجاءت ليال ... وانقضت عسرة وجاءت عسيره

فانتضت في يد (السقيفة) (سعدا) ... أكبر القوم ... للأمور الكبيره

***

يا قريش اذكري نمتنا جميعا ... صحبة سمحة وقربى أثيره

فلك السبق والجبين المحلى ... وأنا الجبهة الشموخ النصيره

أنت أمارة ... أنا ثم قالوا : ... سكتت قبل أن تقول وزيره

دهشة البدء ضيعت من خطاها ... أول الدرب وهي حيرى حسيره

وجهها غاص في غبار المرايا ... واسمها ضاع في الأماسي الغفيره

أين ((سعد)) قالوا : رماه عشاء ... مارد من (( قبا)) يسمى ((بجيره))

وحكوا : أنها استعارت وجوها ... خبأت تحتها الوجوه الكسيره

***

وإلى أين ثالثا ..؟ هل لسيري ... وانثنائي مهمة بي جديره ؟

أصبح الصارم اليماني بكفي ... ((مرودا)) في يدي فتاة غريره

وطغت ردة فعادت نبيا ... ونخيلا من السيوف الشهيره

***

وإلى أين رابعا ..؟ لقتال ... جنحت خيله وشبت نفيره

من رآني خضت الفتوحات لكن ... عدت منها إحدى السبايا الطريره

***

وإلى أين خامسا ... يا قوافي؟ ... هاجر الحب والروابي الحضيره

فأتت ثانيا ((دمشق)) غراما ... قمري الجبين ، باكي السريره

***

Page 181