169

Diwan

ديوان عبدالله البردوني

Genres

لافتة على طريق العيد العاشر

أيها الآتي بلا وجه إلينا ... لمتعد منا ولا ضيفا لدينا

غير أنا ... يا لتزييف الهوى ... نلتقي اليوم برغمي رغبتينا

سرانا غير من كنا كما ... سوف تبدو غير من كنا رأينا

أسفا ضيعتنا ... أو ضعت من ... قبضتنا يوم ضيعنا يدينا

***

قبل عشر كنت منا ولنا ... يا ترى كيف تلاقينا .. وأينا ؟

أنت لا تدري ولا ندري متى ... فرقتنا الريح .. أو أين التقينا ؟

وإلى أين مضى السير بنا ... دون أن ندري .. ومن أين انثنينا

***

يوم جئنا الملتقى لم ندر من ... أين جئنا وإلى أين أتينا ؟

ربما جئنا إليه مثلما ... يطفر الإعصار أو سرنا الهوينا

ربما جئنا بلا وجهين أو ... ضاع وجهانا ومرأى وجهتينا

***

عبثا نسأل أطلال النى ... بعد يؤس المنتهى كيف ابتدينا ؟

كيف ذقنا وجع الميلاد كم ... ضحك المهد لنا أو كم بكينا

كيف ناغينا الصبا .. ماذا انتوى ؟ ... منهدنا المشؤوم .. أو ماذا انتوينا ؟

***

لا نعي كيف ابتدينا ... أو متى ... كل ما نذكره أنا انتهينا ؟

أنى مهما نرتدي أسماءنا ... من أعادينا ومحسوب علينا

غير أنا كل عام نلتقي ... عادة والزيف يخزي موقفينا

الفاتح الأعزل

ساه ... في مقعده المهمل ... كسؤال ينسى أن يسأل

كحريق يبحث عن نار ... فيه عن وقدته يذهل

كجنين في نهدي أم ... لهفى تتمنى أن تحبل

***

يطفو ويقر كعصفور ... تواق في قفص مقفل

يستسقي كالحلم الظامي ... ويحدق كالطيف الأحول

فيشم خطى الفجر الآتي ... في منتصف الليل الأليل

ويصوغ الصمت ضحى غزل ... وأصيلا ورديا أكحل

ويضيع جمالا مبذولا ... في الكشف عن العدم الأجمل

يشدو للزاوية الكسلى ... ويصيخ إلى الركن الأكسل

ويفتش عن فمه الثاني ... ويحن إلى فمه الأول

***

والأربعة الجدران إلى ... عينيه تصغي ... تتأمل

ترنو كفتاة تستجدي ... غزلا ... وإذا ابتسمت تخجل

***

يغلي ويمور كما يعدو ... في كف العاصفة المشعل مرمي كالقبر المنسي ... وإلى كل الدنيا يرحل

Page 170