293

Dīwān Abī Muslim Nāṣir b. Sālim al-Rawāḥī

ديوان أبي مسلم ناصر بن سالم الرواحي

Genres

صباحك يا ناعي المرزء سيء ... ... ويومك منحوس وطيرك اشأم بعثت الى الألباب حزنا مؤبدا ... ... ... وأوقدت نارا دأبها تتضرم

أحقا عميد الدين لاقى حمامه ... ... ... فاني أرى نفس الهدى تتلدم

أحقا عماد الاستقامة أصبحت ... ... ... به اعوجيات من البين ترسم

أحقا ملاك الفضل اودى فتلكم ... ... ... يمين الجد اشلاء والكف أجذم

أحقا منار العلم أسقطه الردى ... ... ... كأن سقوط العلم للحتف مغنم

أحقا إمام الزهد عارضه الفنا ... ... ... فهل أنف دنيانا من الزهد يرغم

أحقا سحاب البر أقلع نوؤه ... ... ... فهل يتأتى بعد للبر موسم

أحقا جميل الصنع كفت يمينه ... ... ... وكانت هي الطولى تبر وتنعم

أحقا بهاتيك المعاهد غمة ... ... ... من الحزن اذ واراه لحد مغمم

فواحربا والحزن يسفح عبرتي ... ... قضى نحبه البر الكريم المعظم

تقضت به أيامه من جمالها ... ... ... أياديه أمطار وناديه معلم

وما المرء الا راكب يطلب المدى ... ... تنور منها نير متجسم

رويدا لقد آنست في الأرض رجفة ... ... ترى ان قلب الأرض كالناس يألم

عزاء رجال الاستقامة انها ... ... ... مصيبة دين ما بقي الدهر تعظم

فكل سرور اذ ألمت مساءة ... ... ... وكل حميد العيش عيش مذمم

فياثلمة للدين والفضل مالها ... ... ... سداد ولا اذ يقدم الدهر تقدم

حنانيك للأبرار يا موت برهة ... ... ... وهيهات ليست قسوة الموت ترحم

تسارع في الاخيار تمحو وجودهم ... ... وياليت ما تمحموه بالمثل يرقم

وما معتب المفجوع منك بنافع ... ... لأنت قضاء صبه الله مبرم

قضى الله ان الحي يجري لغاية ... ... فما ثم تأخير ولا متقدم

متى يدرك الاعتاب مستعتب الردى ... ... له عزمة صدق ورأى مصمم

مكر هموز الناب ما طاش سهمه ... ... ولا هو في كراته متلعثم

تقادم عهد بالمنون وفعلها ... ... ... وجاست خلال الدار تذرو وتهشم

اذا أرسلت سهما لتقصد مقتلا ... ... ... تلته الى المرماة بالرغم أسهم

تخلف دعس الحي عنهم فأخلدوا ... ... لغبراء يعلوهم صفيح مردم

وليس بنا في الموت صرخة ثاكل ... ... وقلب يتيم بالأسى يتجرم

ولو كان يجدي هالكا ندب فاقد ... ... لسال مكان الدمع من غرابه الدم

طحى حدثان الدهر للفضل هضبة ... ... وكانت بها هضب المكارم تدعم

Page 294