270

Diwan

ديوان أبي مسلم ناصر بن سالم الرواحي

Genres

ولو كان طينا لم تخالطه رمة ... ... ... لميت ولكن رمة وصديد

تعز عن الدنيا وأيقن بانها ... ... ... لئيمة طبع في الهبات تعود

وانك ان تسكن اليها تركتها ... ... ... وليس بها مما تركت حميد

تمنيك بالآمال وهي شحيحة ... ... ... وتعطيك لين القول وهي حقود

تخائل حسنا وهي شوهاء غادر ... ... وأنت بها مضنى الفؤاد عميد

تحذلق بالتمويه مكرا وخدعة ... ... ... ولا شيء مما تدعيه سديد

ولونلت منها طائلا كان آفة ... ... ... تداجي بها مغرورها وتكيد

تدانيك حتى تؤنس الصدق والصفا ... ... وما الشأن الا صائد ومصيد

ولو صدقت فالصدق في طي كذبها ... ... اذا عاهدت بالوعد فهو وعيد

تكشف في اطوارها عن خلالها ... ... وأنت لما خلف الستار شهيد

وذلك صدق لو تشاء حذرتها ... ... ... عليه ونصح لوعقلت مفيد

تقطن لها في شعرها فهي شاعر ... ... لها في أساليب النصيح قصيد

ألست تراها ريثما واصلت جفت ... ... وان أقبلت حينا تلاه صدود

وفي هذه الحالات تحذير مبصر ... ... وخصم اذا فكرت فيه ودود

وان مجال الخير والشر بينهما ... ... مجال اعتبار للعقول مديد

وان الذي تأتي به من صروفها ... ... صوارف عن تصديقها وسدود

الاترعوي والنوح في كل منزل ... ... ومن عشت فيهم فاقد وفقيد

الا ترعوي والدوراقوت وأهلها ... ... لهم شققت فوق اللحود لحود

ألست ترى الغارات شنت رعالها ... ... عليهن أودى والد ووليد

تمر بك الأيتام والدمع جامد ... ... وآباؤهم تحت التراب جمود

خماص البطون استحوذ الغم والأسى ... عليهم فها هم أعظم وجلود

اذا رجعوا نحو المنازل أظلمت ... ... وضاقت عليهم والقلوب وقود

نبا عنهم من كان يحنو عليهم ... ... الى القرب منهم والمزاد بعيد

سيتم أطفال عليك أعزة ... ... ... ويفضي بزيد ما عليه يزيد

وتصبح والأطفال والمال تربة ... ... وتدرك ما قدمت وهو عتيد

نرى غاية الدنيا وكيف صروفها ... ... ونحن على رأي الركون ركود

نوبخها والذنب لا ريب ذنبنا ... ... وقد أعذرت والطارقات شهود

ونستعقب الآ جال والحكم فارغ ... ... فما ثم تنقيض لها ومزيد

Page 271