اذا برزوا بالسلم عند نبيهم ... ... ... تخال شموسا أو بدور تتمة
وان كشروا للحرب خلت عوابسا ... ... من الأسد والأعدا أذل فريسة
وان وهبوا منا أنالوا بما به ... ... ... غنى لجميع الناس من وجود مزنة
وضاء وجوه كالبروق ابتسامهم ... ... أنوافهم مثل السيوف الصقلية
ولو طفق المداح في نشر وصفهم ... ... لما بلغوا معشار عشر المديحة
أتيت رسول الله مدحا لشأنكم ... ... ... وجهدي هذا فاعذروا فوق قدرة
واني قد أقررت أني مقصر ... ... ... بشأنك مدحا فاعف عني لزلتي
أتيت ذنوبا أبعدتني بفعلها ... ... ... عن الله فاستوحشت عنه بنفرة
وضاقت بي الدنيا وضاقت مسالكي ... ... بها فجفاني عند ذاك اخلتي
وأنت رسول الله خير مشفع ... ... ... جعلتك في دفع البلاء ذريعتي
ويا رب عبد آبق هو راجع ... ... ... اليك فخذ بالعفو لي عن جريرتي
بحرمة من أسهرت عيني لشأنه ... ... فابديت ما قدرته من قصيدتي
وصل عليه يا الهي ما شدا ... ... ... هزار بتغريد على غصن أيكة
وسلم عليه ثم بارك وآله ... ... ... وصحب أولى بر واتباع سنة
وقال فيه أيضا
نسب صانه الجمال الال ... ... ... هي لسر به عليه انطواء
مسحت بالزكا عليه يد الله ... ... ... فلا بدع منه ذاك الزكاء
لم تشنع أم بلؤم وفحش ... ... ... لا ولا شنعت به الآباء
لن ترى المسك في اناء فلا يعبق ... ... الا بالمسك ذاك الاناء
تتجلى الأنوار في غرر القوم ... ... ... ولله في التجلي خفاء
أودع الله في شمائلهم سرا ... ... ... فأخلاقهم سنا وسناء
يكسب الوالد الوليد الذي تكسبه ... ... البدر في السماء ذكاء
أي نور تقيلت أم وهب ... ... ... كان منه الأملاك والأنبياء
غبطتها السماء فيه فكادت ... ... ... غبطة فيه أن تمور السماء
حضنته حواضن اللطف في الغيب ... ... ولا آدم ولا حواء
في شهود يسبح الله والأم ... ... ... لاك والرسل والوجود خلاء
لا تسل عن تأخر الشكل عنه ... ... ... هو كل وهم له أجزاء
سبقوا في الدنيا وفي عالم الغيب ... ... له السبق دونهم والجلاء
فهو السابق الأخير ليمتاز ... ... ... له بين حالتيه العلاء
Page 200