127

Diwan

ديوان أبي مسلم ناصر بن سالم الرواحي

Genres

نظرتك اللهم ربي نظرتك ... ... ... علمت دحضي وعلمت حجتك

لا وجه لي إلا التماسي رحمتك ... ... بروحها أنال ربي توبتك

انك لا تبلس منها من أقر

لزلتي الورطة منها في قرن ... ... ... وحجبتني عنك ويلات الفتن

أخبط في الغي على غير سنن ... ... ... وأنت تدعوني وتدني لي المنن

وكل ما تدعو له منه أفر

هذا اعترافي واقترافي أعظم ... ... ... خدمته وبئس ما أقدم

ومن خطيئاتي ما لا أعلم ... ... ... أحصاه في اللوح علي القلم

ولست أدري ما سآتي أو أذر

أعرض نفسي لعظيم الحلم ... ... ... معترفا بخستي وظلمي

على يقين وثبات علم ... ... ... بأن حلم الله فوق جرمي

وأنه بصدق توبي مغتفر

حاشاك أن يقنط منك المسرف ... ... ... وقد أتاك تائبا يعترف

ما هو مقدار الذي اقتراف ... ... ... في حلمك الذي به تتصف

من شأنك الحلم ورأفة النظر

من شأنك العفو عن الجرائم ... ... ... من شأنك الصفح عن المآثم

وسعت كل محسن وظالم ... ... ... أين مفر موقر المظالم

الا اليك ليحط ما وقر

قدمت نفسي رافعا كلتى يدي ... ... ... مستسلما لله لا أملك شي

فان تعذب فلك العدل علي ... ... ... أو تعف عني فلك الفضل علي

مالي من الأمر ولا مثقال ذر

اعترفت نفسي بعجز قدرها ... ... ... اعترفت نفسي بأصل فقرها

ولي شئون أستحي من ذكرها ... ... ... لما جنته من عظيم وزرها

بل كرم الوهاب مصمود الفطر

احطت علما بشؤوني كلها ... ... ... والعجز بي عن عقدها وحلها

وحالتي وفقرها وذلها ... ... ... وأنت حسبي وكفى لنيلها

وأنت مؤتى الخير كاشف الضرر

ادقعني الفقر وأنت الشاهد ... ... ... وأنت ذو الطول الغني الواجد

بيدك الفضل ومنك الوارد ... ... ... وكل موجود سواك نافذ

وكل موجود يديك يستدر

فتحت أبوابك بالمواهب ... ... ... منا على الخلق بغير واجب

فكلهم في بسطة الرغائب ... ... ... كفاية وحسبة من واهب

لا يهب الوهب بشرط أو وطر

خزنت بحر الرزق في الأسباب ... ... وقد علمت حكمة الأكساب

والرزق تحت قسمة الوهاب ... ... ... اخرج كل مدد من باب

وفتح الباب وأعطى وشكر

أقمتني في سبب معوق ... ... ... أستنطف الرزق من المرتزق

ما تحت وسع الله من مضيق ... ... ... ما ضاق بي فضل غناك المطلق

Page 128