يغشى العدا مثل ماضيه وعامله
يهتز بشرا ويثني عطفه الجذل
42
في طرف هنديه من ضربه رمد
وفي عواليه من خمر الطلا ثمل
43
له سيوف إذا ما النصر أضحكها
تبكي الرقاب وتنعي نفسها الظلل
44
جراحها وعيون الصب واحدة
لا تلك ترقى ولا هاتيك تندمل
45
بيض الجوانب كالأنهار من لبن
تظنها بالوفا يجري بها العسل
46
حليف بأس إذا اشتدت حميته
لولا ندى راحتيه كاد يشتعل
47
يغزو العدو على بعد فيدركه
كالنجم يسري إليه والدجى جمل
48
يكاد كل مكان حل ساحته
يقفوه شوقا إليه حين يرتحل
49
تلقى مراقد نور في مواطئه
كأنه بأديم الشمس منتعل
50
لا يطمع الخصم فيه لين جانبه
فقد تلين الأفاعي والقنا الذبل
51
Page 232