تلوذ بجاهِه الفقراء مثلي ... من العملِ الرديّ والاملياء
فأما واجدٌ فروَى رباحٌ ... وإمَّا مقتر فروى عطاء
لنا سند من الرجوى لديه ... غداة غد يعننه الوفاء
وترتقبُ العصاةُ ندَى شفيعٍ ... مجابٍ قبل ما وقع النداء
سلام الله إصباحًا وممسى ... على مثواه والسحب البطاء
كما كان الغمامُ عليه ظلًاّ ... عليهِ الآنَ يسفحُ ما يشاء
ألا يا حبَّذا في الرسل شافي ... قلوبٍ شفَّها للعشقِ داء
فمرسلة لها سحبُ العوافي ... يعفى الداءُ بادره الدواء
ومن انتقبت مناقبُ أبطحيٍّ ... وعنها الأرضُ تفصحُ والسماء
فيشهد نجمُ تلك ونجمُ هذي ... ويجري من يديهِ ندىً وماء
على ساق سعتْ شجرةٌ وقامت ... حروبُ النصرِ وازدَحمَ الظماء
ففي الدنيا لنا بجداه ساق ... وفي الأخرى لنا الحوضُ الرواء
وفي نارِ المجوسِ لنا دليل ... لأنفسهم بها ولها انطفاء
وفي الأسرَى وصحبته فخار ... ينادي ما على صبح غطاء
فقلْ للملحدِين تنقلوها ... جحيمًا إننا منكم براء
وأن أبي ووالدَهُ وعرضي ... لعرضِ محمدٍ منكم وقاء
وأن محمدًا لحبيب أنس ... وجنهمو لنعليه فداء
نبيّ تجمل الأنباء عنه ... جمالَ الشمسِ يجلوها الضحاء
وأين الشمس منه سنًا ولولا ... سناه لما ألمَّ بها بهاء
كأنَّ البدرَ صفرهُ خشوعٌ ... له والشمسَ ضرَّجها حياء
سريّ في حروف اللفظ سرّ ... لمنطقه وللضادِ اختباء
ألمْ ترَ أنها جلست لفخر ... وقامت خدمة للضاد ظاء
يولد فضل مولدِهِ سعودًا ... بنو سعدٍ بها أبدًا وضاء
لمبعثه على العادين نار ... وللهادين نور يستضاء
فخيرٌ ينعم السعداء فيه ... وبأسٌ تحتويهِ الأشقياء
يجرُّ على الثرى ذيل اتِّضاع ... وينصب في مكارمه الثراء
1 / 2