193

رعى الله عهدا للصبا ليس يرتجى

و اخباره متلوة تتشوق

11

وأرضا يكاد الليل في عرصاتها

لشدة ما قد ضاوع المسك يعبق

12

سقاها سحاب مثل دمعي ، وميضه

كقلبي ، تشب النار فيه ويخفق

13

يداني الربى حتى قصير نباتها

يكاد به من شوقه يتعلق

14

كأن حياه الجود والنبت والثرى

بنان أبي بكر وخط ومهرق

15

فتى فيه ما في الشهب والبرق والحيا

فمنها له ذهن وكف ومنطق

16

تخايله في الغيث صعق ورحمة

وفي الصارم الهندي حد ورونق

17

تكفل منه راحة الدين خاطر

تعوب ونوم الملك عزم مؤرق

18

يظن به وهو المحوط ضياعه

كما ساء ظنا بالأحبة مشفق

19

حمى في سماح في قبول كدوحة

تظل وتجنى كل حين وتنشق

20

له قلم قد أوتي الحكم شيمة

فلو كان طفلا كان في المهد ينطق

21

Page 196