البحر : وافر تام
إذا كان الذي يعرو مهما
فأيسر ما تضيق به الصدور
فيا لك صحة جلبت حياة
تعيش بها المنابر والثغور
ويا لك نعمة رمنا مداها
فما وصل اللسان ولا الضمير
عجزنا أن نقوم لها بشكر
على أن الشكور لها كثير
وكيف به وباع القول فيها
وإن طالت مسافته قصير
تخلصنا بها من كل هم
كأن الليل في يده أسير
وبتنا في ذراها كيف شئنا
فجفن نائم وحشا قرير
رفعنا نحو مرآكم عيونا
لهن دوينكم نظر كسير
فكاد يصدنا عن مجتلاه
رقيب من مهابتكم غيور
فيا صفحاته زيدي انبلاجا
كما يعلو الصباح المستنير
Page 44