============================================================
ديوان المؤيد و تحويره يوما كاملا والمؤيد صاير أو هو مضطر إلى اصطناع الصبر حتى ضاق به الأمر فأراد ان يعفى اين مزيد من المين جملة ولكن ابن مزيد وهو رجل العرب فى ذلك العصر وأكبر ارائهم أبى إلا آن يقسم بين يدى المؤيد (1) فكتب له المؤيد العهد ولقبه (بالأمير سلطان ملوك العرب سيف الخلافة صفى أمير المؤمنين (2)) وبعد ذلك كله أخذ ابن مزيد يطلب من المؤيد بعض أمور من شأنها أن تقسم جيشه وتبعد عنه ابن صالح، فكان المؤيد يقابل هذا كله بمكر ودهاء وكان يحاول أن يسعى بين ابن مزيد وابن صالح ولكن كان سعيه سمى امرء بين ضباع تتهارش وذئاب تتجارح وتتخادش (2)" . كان موقف المؤيد دقيقا حرجا إذ كان بين جماعة تختاف آجناسهم ومذاهيهم وكانوا متباغضين متشاحنين ووحاول المؤيد مرارا أن يوفق بين هؤلاء الاقوام جميما فكان يجد كل يوم صعوبة فى سبيل هذا التوفيق، كما أصبحوا مصدر تعبه، ووصف المؤيد حاله بقوله "وكنت أصبح وامسى فى اثواب من انقطعت به الحبال وضاعت على يده الأموال ، وضقت به من الهم السهول والجمال غير آنى أظهر فى خلال ما أقاسيه جلدا ولا أشعرت بحزازات صدرى أحدا (4).
كان هذا حال جيش البساسيرىى الذى كان يدبره ويدبر دفته المؤيد، وازدادحال هذا الجيش سوءا بورود نجدة من دمشق من بعض الأمراء الكلبيين فلقيهم المؤيد بالابتهاج ولكن الكالبيين سرعان ماضجوا وتذمروا لأنهم جردوا على أن يشهدوا جيش العرب من الكلابيين واحقيلين والميريين خارجا عن جماعة الترك والا كراد ، وصمم الكلبيون على عدم المسير مع اليش إلا إذا اتفصل العرب عن غيرهم ، فازداد تعب المؤيد حتى قال عن ذلك وفمد لى معهم من الصداع ما لو كنت بليت به وحدبه لكان كافيا (5)" وأحيرا استطاع المؤيد أن يرضيهم بالمال ساروا مع باقى الجيش فى عاشر رمضان سنة ثمان وأربعين وأربعمائة (6) ، وظل المؤيد يدبر شيون هذا الجيش ويرقب حركاته ويكاتب الأمراءحوله لتصرته ويدعو أعداءه لاعتناق المذهب الفاطمى حتى انتصرت جيوشه على جيوش طغرلبك فى الموقعة التى تعرف بموقعة سنجار (7) .
9) السيوة ص 191. (2) شرحه ص 192. (3) شرحه ص 194.
4) السيرة ص 194. (5) شرحه ص165.
(6) مرآة الزمان المجلد السادس عشر ص 17 .
(7) هذه الموقعة هى التى آشار إليها الشاعر ابن حيوس يقوله : ت لدعى الآقاق ملكا وغايته بيغداد الركود ومن مستخلف بالهول يرضى يذاد عن الحياض ولا يذود واعجب منهما سيف بمعر تقام به بستجار الحدود الاشارة إلى من نال الوزارة م44]
Page 58