============================================================
دبوان المؤيد و بغض(1) وحدث أن أراد الجرجرأى أن يبطش بأصحاب أبى على بن الملك أبى طاهر بن ويه ن وكان أبو على قد احتمى بمصر هو وصحبه - فاستنصر آبو على بالمؤيد ليحميه من الازو فاحتال المؤيد حتى استصدر أمرا من آم الخليفة إلى الوزيد بعدم التعرض لأبى على وأصحابه (2) فكان هذا الحادث وآمناله مما ضاعف البغضاء بين المؤيد والونير، وعادت إلى ليد سيزته الاولى من كثرة الاعداء حوله حتى قال : "وتحيرت فى شانى لا أفتح عينا إلا على عدو ولا أرى فى جهة من الجهات إلا ضمير سوء" (3) ففكر فى أن يبتعد عن مصر واستعد لذلك ولكنه صمع أن القاسم بن عبد العزيز ين النعمان عزل عن القضاء والدعوة(4) ف طمع المؤيد فى أن يولى الدعوة ولكن أبا البركات الجرجائى أراد أن يوقع بخصمه اليازورى وان يبعده عن أم الخليفة ويشغله بالقضاء والدعوة قولاه هاتين المرتبتين معافى المحرم( سنة441 بمولكن اليازورى دهاء منه لم يأبه للقضاء والدعوة بل جعلهما فرعا على عمله فى خدمة ام الخليفة ، وغضب المؤيد لانه لم يصل إلى مرتبة الدعوة قأتم استعداده للرحيل من مصر استدعاه اليازورى وأقنعه بالعدول عن عزمه فظن المؤيد أنه قد أوحى إلى اليازورى من الخليفة أو آم الخليفة أن يبلغ ذلك للمؤيد فاضطر المؤيد إلى الاذعان والخصوع (5) سر كان اليازورى كما وصفه المؤيد رجلا عاطلا من المواهب التى يصح آن يكون بها فى مرتبة الدعوة، فأراد المؤيد أن يتقرب إليه " واجتهد أن يكون على كثير ممن سبقه إلى هذا المكان مبرزا وآن يكون ما يلفظ يه من فوق هذا المنبر معجزا ليعلم أنى قد أمحضته ودى واجهدت فى تجميله وتحسينه جهدتى فجعلت أحوك له وشيا من الالفاظ يقرأها فى الأتدية لولا توقيعاته فيها بزيادة من عنده هى النقص بعينه (7)" واستمر الأمر هكذا عاما وبعيض عام كان المؤيد يضع لليازورى مجالس الدعوة ، وكان اليازورى يقرأها على الناس كانها من عنده والمؤيد فى هذا كله متقطع عن الجرحرانى ولم يزره إلا لماما ورأى الوزي شدة صلة المؤيد باليازورى فاراد أن يوقع بينهما أو كما قال المؤيد " ويصدم أحدنا بالآخر ما يفعله الدهاة الذين ليس هو منهم (8) " ولكن الوزير لم يفلح وأخيرا قبض على الجرجرائى ام 442 وزج به فى السجن (6) وعهد بالوزارة إلى اليازورى فلم يشك الناس فى أن أمر الدعوة صار إلى المؤيد دون غيره ، ولكن خاب فألهم اذ ندب لها القامم بن عبد العريز (1) السيرة ص129. (2) السيرة س130-131. (3) السيرة ص 131.
(4) فى الكندى أن ذلك كان سنة 441. (5) الكندى ص 613 .
) السيرة ص 133. (9) الشيرة ص 133 . (9) السيرة ص 134.
(9) اين الانيرج 9 ص 391.
Page 52