============================================================
المؤيد فى مصر طابت نفس المؤيد بعض الشىء وطلب من الوزير القلاحى أن يتشرف بمقابلة الايمام فساعده الاحى إلى ذلك حتى تمكن المؤيد من المثول بين يدى الخليفة فى آخريوم من شعبان سنة سع وثلاثين وأربعمائة (1) . ووصف المؤيد مقابلته الاولى هذه للخليفة المستنصر فقال : وكنت فى مسافة ما بين السقيفة الشريفة والمكان الذى ألمح فيه أنوار الطلعة الشريفة النبوية، فلم تقع عينى عليه إلا وقد أخذتتى الروعة وغلبتنى العبرة وتمثل فى نفسى اننى بين يدى ارسول الله وأمير المؤمنين مائل وبوجهى إلى وجهيهما مقايل ، واجتهدت عند وفوعى إلى الارض ساجدأ لولى السجود ومستحقه آن يشقعه لسأى بشفاعة حسنة بنطقه فوجدته بعجمة ا لهابة معقولا وعن مزية الخطابة معزولا ، ولما رفعت رأسى من السجود وجمعت على ثوبى لقعود رأيت ينانا يشير إلى بالقيام لبعض الحاضرين فى ذلك المقام ، فقطب آمير المؤمنين خلد الله ملكه وجهه عليه رجرأ على أننى مارفعت به رأسا ولاجعلت له قدرا ومكثت بحضرته ساعة لا ينبعث لسانى بنطق ولا يهتدى لقول ، وكلما استرد الحاضرون منى كلاما ازددت اجاما ولعقبة العى اقتحاما وهو خلد الله ملكه يقول : " دعوه حتى يهدا ويستأنس .ثم ت وأخذت يده الكريمة فترشقتها وتركتها على عينى وصدوى ودعيت وخرجت (2) " .
ف فهب المؤيد بعد خروجه من حضرة الامام الى الوزير الفلاحى ووصف له مقابلته لالمامه وكيف انحبس لسانه من شدة الرهبة ، فطمآنه الفلاحى وعينه (3) استاذا على باب الجلس الذى يدخل منه إلى أم الخليفة حتى يكون المؤيد قريبا دائما من الامام متصلا به فى كل وقت، فسر المؤيد بذلك وقنع به ولكن آبا عمد الحسن اليازورى(4) المتصرف فى شئون البلاد إذ ذاك خشى مغبة شدة اتصال المؤيد بالمستنصر وأمه فعزله عن عمله هذا فى أواخرعأم سعة وثلاثين وأربعمائة، وبعد أشهر قيلة قبض اليازورى على الوزير الفلاحى وقتله فى المحرم سنة 440 ، وتولى الوزاوة أبو البركات الجرجرائى(5) ولكن ما لبثت أن تحولت علاقة اليازورى والجرجرائى من سوء إلى أسوأ وفسدت آشد الفساد، وكذلك كان آمر الجرجرائى ام المؤيد فقد كان الفلاحى سبب صداقتهما ولكن انقلبت هذه الصداقة إلى عداء (0 السيرة ص 126. (2) السيرة ص 127. (3) السيرة ص 127 4) مو أبو حمد الحسن اليازورى بن على بن عبد الرحمن عهد إليه بالوزارة فى 7 محرم سنة 442.
1050) وسمح له باليقاه فى منصيه الاول وهو مدير خاصة آم الحليفة ويقى فى منصبه حتى قيض عليه فى اول محرم سنة 5450(1058م) بتهمه ساسلته لطغرلبك البلجوقى (ابن منجب) ت 5) ابن منجب ص 32- 38 والذى فى ابن الاثير ان المستنصر استورر اليازورى فى ذى القعدة ج 9 ص 377).
Page 51