============================================================
حر المؤيد الشعراء السائقين الذين ألمت بهم المصائب وتقلبت بهم الايام وأحيلك على ماجاء فى ديوان ليد من حديث عن الدهر فستجد للممانى التى قالها المؤيد مثيلا فى الشعر القديم ، ولكن اروح المؤيد وعاطفته وفنه تظهر واضحة جلية فى شعره فقد استطاع بمهارة آن يلبس شعر وب الحزن الذى لازمه وأن ييجعل شعره صورة تكاد تكون ملموسة لشقائه الذى حل به فكثير جدا من الشعراء وصفوا آلامهم ومتاعب حياتهم وتقلبات الدهر بهم ولكن قليلا منهم هم الذين استطاعوا أن ياتوا بمثل الصور التى آتى بها المؤيد وبمثل الأسلوب الذى صاغ فيه المؤيدصوره: المؤيد فى مصرأو فى الطور الثالث ، فكان يختلف عن المؤيد فى فارس أو المؤيد فى طريقه إلى مصر فقد قابل مضر فى أول الامر مقابلة رجل بأنس وجد من يلوذ به ، كان ضالا فوجد هداه ، وكان وهو فى فارس شديد الرغبة فى آن يحج إلى إمامه ويحظى بالمثول بين يديه وما هوقد وجد نقسه فى بلد الامام ومقره لذلك كله كان شديد الامل فى أن يجد من امامه ما هو آهل له، وأن يرفع الامام شانه ويقربه ويعزجانبه ، فظهر شعره فى أول آيامه مصر شعر رجل جاء يلتمس الخلاص مما حاق به مطمئنا إلى أنه سينال بغيته وسيعيش كما كان مطمئنا فى كنف الامام ، فهو من هله الناحية وما كان يملأ قلبه من الأمل كان كغيره من الشعراء الذين وفدواعلى مصر، فابو نواس فى شعره للخصيب كان قوى الأمل فى أه سيصيب من الأمير الثروة والغنى قوصف لناكيف حاولت صاحبته أن قصده عن الرحيل الى مصر فلم يابه باقوالها وخالقها طمعا فى المال ، بينا حدثنا المؤيد كيف أشارت صاحبته عليه بالسفر إلى مصر فقبل مشورتها وعمل بها لان دينه يأمره بزيارة الامام ولانه لم يجد سموى الامام ملاذا يحتمى به ، وكذلك كان الامر مع المتنبى فى وفوده على مصرفقد حاول اصحابه أن يصرفوه عنها ولكنه خالفهم فغرب إلى مصر وشرقواهم إلى العراق ولم يخالف ابو نواس صاحبته والمتنبى أصدقاءه إلا لسبب واحد وهو الامل فى الحصول على الاموال الجزيلة وهو أمل يختلف تمام الاختلاف عن آمل المؤيد ، الذى لم يقصد إلى مال آوثروة كما فصد الشاعران ، إنما كان سفره إلى مصر لتخفيف آلامه التى لقيها بعد أن أخرج من دباره ثم دعاه داعى الدين إلى أن يرحل إلى إمامه ، ولكنه منرعان ما وجد غير ما كان يطمع فيه اذ انصرف الناس عنه ووجد قلويا تضمر له الحقد والكراهية ولم يجد من الصريين إلا الاضطهاد والنفور بنه، مثله فى ذلك مثل المتلبى فى مصر كلاهما أسرف ف الاعتداد بنفسه ، وكلاهما غلا فى حسن الظن بنفسه وبالناس، وكلاهما انخدع لصاحب الأمر بمصر فجاب فألهما وضل سعيهما، فحاول كل منهما أن يترك مصر فمنما من ذلك ، ولكن المتنبى
Page 187