============================================================
ديوان المؤيد ال اسخين فى العلم ، وإن كان النبى لم يعلم فارسال الله تعالى إياه بشىء اذا سئل عنه لا يعلم ارج عن الحكمة والرسالة (1)، ولما كان ذلك كذلك فالتبى كارني يعلم تأويل القرآن ومن قام مقام النبى فى كل عصر يعلم هذا التآويل أيضا . وللفاطميين أدلة عقلية على وجوب تأويل أخذوها من القرآن الكريم أيضا كقوله تعالى " تسفريهم آياتنا في الآفاق و في انفسهم (2) * وقوله تعالى " وفى الارض آيات للمدوقنين . وفى أنفسكم افقلا تبصرون (3)" وكقول النبى صلى الله عليه وسلم " إن الله أسس دينه عى أمثال خلقه ليستدل يخلقه على دينه وبدينه على وحدانيته " فقالوا إن هذا كله يثبت آن يؤخذ مثالة الدين من خلقة السموات والأرض وتركيب الافلاك وجميع ما يتامل من خلقة الله عالى ، إذ ركزت فيها كل معانى الدين الذى حمله القرآن الكريم ، فآيات القرآن فى حاجة الي من يخرج كنوز هذه المعانى وتتآول إلى ما يتفق مع ذلك (4) وبذلك كان للقرآن الكريم معان سوى ما تتداوله ألسن العامة مما يستنبطونه بحولهم وقوتهم (5) وأن هذه الماتى التى قصد اليها القرآن هى الاعجاز بعينه ، قالقرآن الكريم عند الفاطميين معجز ولكن معجزته ليست فى لفظه فقط يل فى معناه أيضا، فقد أرسل عمد بشيرا ونذيرا للناس كافة لا للعرب وحدهم ، وأنزل القرآن بلسان عربى اختص به العرب وحدهم ، فالقرآن من هذه الناحية معجز للعرب لفظا ومعنى ، ولما كان من الصعب العسير على غير العرب من الأمم الى لا تتكلم العربية أن يفهموا هذه اللغة ، ولا أن يتذوقوا الجمال الفنى فى اللفظ والأسلوب ف القرآن فالقرآن ليس بمعجز باللفظ عند هؤلاء ، وانما يستطيع غير العرب أن يفهموا ما حمله القرآن من المعانى بعد تفسير الالقاظ وتأويلها " وهنا تتجلى معجزة القرآن ظاهرة واصحة ويكون تأويل القرآن هو الاعجاز حقا للناس كافة (6)" قال المؤيد " إن القرآن الكريم هو النور الحقيقى الأبدى المستضاء به حيث لا تضىء شمس ولا قر ولا نجوم وان جميع هذ الانوار المحسوسة الوافعة تحت العين مجاز لتصرمها وانقضائها وزوال سلطانها ، وتور القرآن تحقيق وتاييد وخلود ويشع نوره على جميع العالم لا بلفظه بل بمعناه فهو معجز للعربى والأعجمى من المسلمين وغير المسلمين على هذه الصورة (4)" ورووا عن بعض أثمتهم قوله " إن ما كان ظاهره معجزا كان باطنه أعجز ، وما أعجز الناس أن يأتوا بمثل ظاهزه فاينى 1) المجالس المؤيدية ج2 ص 51. (2) سورة فصلت :53 .
(3) سورة الزاريات :20 و 21. (4) المجالس المؤيدية ج 2 ص 52.
5) السيرة المؤيدية ص 22 .- (6) المجالس المؤيدية ج 1 ص 2 .
(7) المجالس المؤبدية ج1 ص 70.
Page 114