مَا استحسنوا طول الخطابة بل رَأَوْا ... تَقْصِيرهَا مهما ارْتَقَوْا بمنابر
وَلما رَأَوْا سرد الْكَلَام بسائغ ... إِلَّا لعبد قارىء أَو ذَاكر
فالعي فِي الْإِكْثَار لَا فِي منطق ... يهدي إِلَى الْأَلْبَاب نفثة سَاحر
وَلَقَد أَقُول لبَعض من هُوَ عاذلي ... فِي الْقَصْد فِي شاني وَلَيْسَ بعاذري
لما رَأَيْت الأَرْض أصبح مَاؤُهَا ... رنقا كفتني مِنْهُ حسوة طَائِر
وَلَو أنني أرْضى القذا فِي مشربي ... لكرعت كرعة ظامىء بهواجر
وعبرت بَحر الرزق التمس الْغنى ... حرصا عَلَيْهِ وَكنت أمهر ماهر
لكنني عوضت مِنْهُ عناية ... بقناعة وتجمل فِي الظَّاهِر
فَمن الْغنى مَا قد يضر بأَهْله ... والفقر عِنْد الله لَيْسَ بضائر
وَلَقَد أصبت من المطاعم حَاجَتي ... وَمن الملابس فَوق مَا هُوَ ساتري
وَأَنا لعمرك مكرم فِي جيرتي ... ومعظم ومبجل بعشائري
وغذا بميدان السباق سنلتقي ... فَيرى الثقيل من الْخَفِيف الضامر
واسوأتا إِن كنت سكيتا بِهِ ... أَرْجُو اللحاق على هجين عاثر
1 / 77